الأحد ٦ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨
بقلم عبد الكريم أحمد أبو الشيح

دثّريــــني

دثّريني
بابتهال الياسمينْ
وارتعاشات الدوالي
إذ يساقيها الندى من بوحه الملهافِ أصناف الغرامِ
فيميل الكرم زهواً
والعناقيد تباهي
كلَّ نجم كحّلت أضواؤه جفن الليالي
فأراني
في محاريب الدوالي
أعصر العنقود خمراً
تبعث الروح بمَيْتات العظامِ.
 
دثريني
إنَّ خوفاً بارداَ قد حطَّ في شرفة روحي
غلّف الرؤيا جليداً
وتمادى في اغتيالي
فأراني
مثل عشواءَ تمشّى
فوق خيط من سخامِ.
 
دثريني
أسرجي عينيك قنديلاَ . . . أضيئي
عتمة القلب بدفء الوشوشاتْ
وهي تنساب حنيناَ
في الحنايا الواهياتْ
توقظُ الأشواق ناراَ
اصطليها
ليلةَ القرِّ وأحيي
في لظاها ...
مهرجان الأمنياتْ
فأراني
في محاريب الدوالي
آمر الكرم فيأتي باحتشامِ
 
ها هنا نهر يغنّي
وقطوفٌ دانيـاتْ
 
وجرار الخمر حولي
والصبايا راقصاتْ
 
كنُسَيْمات الصَّبا
يافعـات مُحْييـاتْ
 
دثّريني
دثّريني
إنّه الخوف
وقلبي لحظة الخوفِ يكابرْ
يدعي العشق ويمضي
يغزل النهر مواويل
ويستسقي المحابِرْ
أن تَجود الصبَّ حرفاً من ينابيع القوافي
كي يغازلْ
عين مَنْ يهوى ويرسمها مرافي
ويصوغَ الخوفَ أفراساً من الوجد تسافرْ
ضابحاتٍ
مثل شلاّلِ عذارى
هامَسَ النهر فأورى
فيه أشواقَ المغامرْ
 
إنَّه الخوفُ
وقلبي لحظةَ الخوف يكابرْ
يدَّعي الحقدَ
ويمضي
بين هاتيكِ المقابرْ
يبتني من أعظم الأموات قصراً
ويرى تلك الشواهدْ
غابةً من فاتنات
ليس ينجو من غِِواها أيُّ عابرْ
 
دثّريني
دثّريني
إنّه الخوفُ
وقلبي لحظة الخوف يكابر

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى