الخميس ٢٦ أيار (مايو) ٢٠١١
بقلم
دَرَاهِمٌ نُوَّاسِيَّةٌ لِمُتَسَوِّلٍ وَهْمِيٍّ
1كَانَ يَعُدُّ جُثَثَ اُلْكَلِمَاتِيُوَارِيهَا صَدْرَهُفَتَعْلُو اُلزَّفَرَاتُ خُطَاهُ.اُقْتَرَبْتُ مِنْ غُبَارِ عَيْنَيْهِ«هَلْ كُنْتُ نَفْسِي؟!!»سَأَلْتُنِي وَأَنَا أَتَشَكَّلُ فِي حَرَائِقِهِحَبَوْتُ نَحْوَ بِسَاطِهِ اُلنَّازِفِرَأَيْتُ.....يَا وَيْلِي مِنْ صَوْتِ لُهَاثِهِ !2كَانَ يَتَقَمَّصُهُ اُلذُّعْرُبَيْنَ يَدَيْهِ قِنِّينَةٌ مِنَ اُلْوَسَاِوسِظَنَنْتُهَا خَمْرَةً نُوَّاسِيَّةًقَهْقَهَتْ مَعَالِمُهُوَفَوْقَ سَرِيرِ اُلْجُرْحِ اُرْتَمَى.حَرَّكْتُ زَوَايَاهُقُلْتُ:«أَيُّهَا اُلْجَسَدُ اُلْمُتَهَالِكُبَيْنَ يَدَي اُلْمَوْتِهَلاَ أَفَقْتَ؟»نَظَرَ إِلَيَّ شَزْرًاتَمَطَّى فِي دُمُوعِهِ وَقَالَ:"تُرَاكِ تَسْخَرِينَ مِنْ رَغِيفِ جُنُونِيأَمْ تَسْتَسِيغِينَ رَائِحَةَ اُلشَّجَنِ؟ "قُلْتُ:ـ «لاَ تَتَعَجَّل اُتِّهَامِيفَأَنَا حُلْمٌ يَمْضِي دُونَ عَسَسٍبَيْنَ أَوْرَاقِ اُلْإِشَارَاتِ».لَمْلَمَ اُلدَّرَاهِمَ فِي كَفِّ تَبَارِيحِهِوَغَنَّى لِلْوَطَنِ مَوَّالَ عِشْقٍ.كَانَتْ يَدَاهُ تَرْتَجِفَانِوَكُنْتُ أَرْقُبُكَيْفَ تَتَفَجَّرُ اُلْمَسَافَاتُ فِي حَلْقِهِفَجْأَةً حَمَلَ بَعْضَ تَوَارِيخِهِوَقَالَ:ـ «لاَ تَتَقَمَّصِي ثَوْبَ اُلشَّمْسِهُنَا سَنَابِلٌ وَدِمَاءْوَطُفُولَةٌ اُغْتَالَتْهَا أَيْدِي اُلْجُبَنَاءْأَصْغِ لِجِرَاحِ اُلْأَرْضِفَهي قَبْرٌ كَبِيرٌ لِلْأَقْدَامِ اُلْعَارِيَةْتَمْشِي مِثْلِي فِي رَمْدَائِهَالَا تَتَدَثَّرُ بِغَيْرِ اُلْحُرِّيَّةْ !»قُلْتُ:ـ «أَلَا تَلْمَسُ فِي ثُقْبِ قَلْبِيعَيْنَا اُلْهُدْهُدِ اُلْحَائِرِ؟»قَالَ:ـ «لاَ أَرَى غَيْرَ شَاعِرَةٍ تُمَجِّدُ اُلْهَوَى*وَسَقْفُ اُلْعُرُوبَةِ مِنْ زَمَنٍ قَدْ هَوَى»اُنْكَسَرْتُ أَمَامَ اُعْتِرَافَاتِهِقُلْتُ:«أَيُّهَا اُلشَّرِيدُ فِي قَبْوِ اُلْأَنِينِنَبْضِي زَوَابِعٌمَعْنَايَ ظُلْمَةٌلاَ تَرَى غَيْرَ بُكاَءِ اُلْعَالَمِ».لَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيَّجَرَّ رِجْلَيْهِ بَيْنَ أَخَادِيدِ اُلْحَرْبِلَمْ أَسْمَعْ غَيْرَ سُعَالِهِوَهُوَ يَمْضِي