السبت ٢٠ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

رحلة في أزقة رأسي

محمود أحمد عبد الله عبد الحميد

ما الرأسُ إلا أحاديثٌ تفيضُ عَنَا
تُثاقلُ النفْسَ والأحلامَ والزمنا
يلقي بكومةِ أفكارٍ مُلَغَّمَةٍ
تُفَرْقِعُ النفسَ يأسًا طَيَّرَ الوَسَنَا
هو انتثارُ شظايا تلتظي سهرًا
غارت بصدري إذا ليلي الكئيبُ دنا
أحصي النجومَ خساراتٍ مزيَّنَةً
فكلُّ فقدٍ يُرَى في ناظري حَسَنَا
يلوحُ لي الشيءُ في أُفْقٍ وقد عَلَقَتْ
به نياطي فيمسي القلبُ مُرْتَهنا
لي مقلةٌ في الدجى تشكو تَقَرُّحَها
فدمعُها العذبُ من وجدٍ بها أَسِنَا
لي شرفةٌ في فناءِ الروحِ مُشْرَعَةٌ
منها أطلُّ على حُلْمي الذي وَهَنَا
عهدتُّهُ في صباهُ كان يؤسفُهُ
ألا يرى في ليالي البائسين سنا
فكان مشكاةَ حبٍّ زيتُها أملٌ
لكلِّ قلبٍ إلى الآمالِ كان رنا
لكنه ذابَ مثلَ الشمعِ محترقًا
لما الدُّنَى أبخَسَتْ من قَدْرِهِ ثمنا
والآنَ أعهدُهُ مُضْنًى بأُمْنِيَتِي
لو زدتُّهُ بالأماني يستزيدُ ضنى
حتى كأنَّ نسيجَ الأُمْنِيَاتِ غدا
ثيابَ شؤمٍ على الإنسانِ أو كفنا
أراهُ فيما خيالي كان يحسبُهُ
مُشَيِّدًا في السماواتِ العُلى مُدُنا
مُحَمِّلَ الريحِ قلبي كي تشيِّدَهُ
لشاردٍ لم يجدْ في فكرةٍ وطنا
للهفةٍ في منافي السُّهْدِ قابعةٍ
حينًا يؤوسٌ وحينًا تستفيضُ مُنَى
وجاعلًا أضلعي غُصْنًا لزقزقةٍ
إذا العصافيرُ ضَلَّتْ في المدى الغُصُنَا
ممهدًا أعيني العبرى ديارَ هوًى
لكلِّ من لم يجدْ في أعينٍ سكنا
مُوَزِّعًا نفقاتِ الحبِّ في فرحٍ
على الجميعِ.. ويخفي عنهمُ الحَزَنَا
بأي ذنبٍ أُريقتْ غايتي ونمَتْ
على دماها نفوسٌ قلبُها دَمِنَا
حلقومُها صارَ إذ واتت مَنِيَّتُها
بغُصَّةٍ ملؤها الخيباتُ محتقنا
إلامَ تحرنُ خيلُ الهمِّ في فِكَري
وكيفَ أسَّسَ يأسي منزلًا وبنى
إلامَ أُضْرَبُ من أمواجِ أسئلتي
ولم أجدْ مرفأً كي يهديَ السفنا
ما زلتُ في رأسيَ الملآنِ مرتحلًا
بين التجوُّلِ في بعدٍ وبين هنا
خواطري في عراءِ الخوفِ حائرةٌ
هل ترتدي فَرَحًا أم ترتدي شجنا

محمود أحمد عبد الله عبد الحميد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى