الخميس ١١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
بقلم
رسالة إلى الحفيد الثالث
يا زمانيهذه الدنيا تدورْلا تباليكم أبادت من دهورْكم أقامت من قبورْلا تبالي بالعبادْتغرق المحبوبَفي مُرّ البعادْوالغريبْفوق شوك وبلاءْخلف خطو الأنبياءْيستجيبْحرّر النفس التي تهوى العناءْوالحروبْ***هذه الدنيا تدورْلا تبالي كم أبادت من دهورْترشُف الساعاتِ عطشىتأكل الأزمانَ جوعىيا زماني هل ستنسى.. كان لي نبض على هذا الترابْكان لي قلب يطوفْبالمآذنْبالقبابْكان لي قلب رهيفْهمّة تعلو السحابْكان لي دمع عميقعمق فقداني لدَرَّةْعندما جادت بروح الطفل ظهراحين صار العهر طهراواستباحت حرمة الإنسان غدراوأذاقت حرقة الشعر العذابْ***هذه الدنيا تدورلا تبالي كم أبادت من دهورهذه الشمس التي كم شاهدتمن خلف تلك السنواتْقوم فرعون الذي استحيى العبادْوالبلادْهذه الشمس التي أخفت زماناًليس تسعى في البريةْأيّ نفسٍ بشرية ْليس فيه بندقية ْليس فيه القمح يرمى في المحيطْوانتزاع الروح من جوع فذا أمر بسيطْليس فيه أيّ حرب نوويّةْليس فيه مسرحيةْوطفولات أريقت بفخاخ الهمجيّةْونجوم في وِهاد الضّيق لا تنسى القضيةْوذئاب في غياب الأسْدباعت...ْلا تبالي بالقضيةوقضايا في سكون الصمتنامتْوبقايا من ضمير الحرفماتتْونسور في سفوح الذلّباتتْخلف سرب البطّ تزهو في أمان التبعيّةْليس فيه كل هذا يا زمانيليس فيه عربيّةْ***هذه الشمس التي تغفو وتصحو من سنينْتسمع الأنَّات تسري في فؤاد العالمينْتنظر البسْمات تهوي من ثغور الياسمينْكم أراقت من سناهاوأشاعت حسنهاللطّفل يسعى في رُباهايا زماني بلِّغ الشّمسالتي شقّتْ دروب السائرينْكل حبِّيكل تقديري وشوقيكل أطياف الحنينْفعساها تحفظ البشرىوتهديها لأبناء السنين القادمينْوعساهاسوف يسعى ضوؤهافي وجه أحفادٍ كرامٍ فاتحينْ؟وترى الأحقادتهويظلمة الجبن المفوّهْتستكينوتنمِّي وردةً للعدلِتهديها لأطفالٍ يتامى حائرينْعندما يأتي زمانيسوف يسريصوتنا: الله أكبرْيمنح الأيام أصداء السنينْيلمح الأحلام تصحو في يد الحق المبينْزمرة الأيام تسعى في سماء الآمنينْوسيقرأْفي جبين الأرض نحن المسلمين؟***يا سماء العز هذي دعوتيللشمسللروح الأبيهْللسنينْللعلاللحبللعدل المدمّىللحنينْفابعثيها لحفيدي يا سماء العزِّ في العصر الأمينْاسمه عبدٌويمضيفي جيوش الفاتحينْلا يبالي بثيابوطعامِلا يلينْيعرف الأسحاريسعى في رياض الصالحينْيحفظ القرآنَنور العلم فيهِ يستبينْ***...: يا حفيديجدك المقبور في جوف السنينْصار جزءا من لسان الغابرينْيحكم التاريخ فيهصالح أم فاسدأم بائع أم شاهد؟لا..يا حفيديلست إلا صامتاًفي زمن الصّمت المهينْلست إلا صابراًأرداه ظلم الظالمينْوخياري السّلملكن في زماني السّلم تنفيه سيوف القاتلينْفي زماني يا حفيديإخوتي قد أسلمونيحاصرونيصمتهم ينفخ في بوق الأعادي...ورحاهم لا تدورْوبكاء الغيث لا يهنأ إلا في حياض الآثمينْفي رياض المالكين الآمرينْهل تراني يا حفيدي بائعاًأم شاهداًأم صامتاًأم صابراً... يا ويح أمّ الصامتين الهاربينْيا حفيديلست أرضى أن تراني أستكينْوحكايا العار فينا تحرق التاريخ تغتال الشبابْوالأماني خلف وهم وسرابْليس ترضى الأسد ما تقضيه في الشاة الذئابْليس يرضى النسر أن يحيا شتيتاً في الشعابْيا حفيديلا أباليكل شيء لذهابْسوف أمضي في ظلال النصر أعصي كل شكٍّ وارتيابْليس يبقى غير وجه اللهدعني أنتهي في ذا الترابْفي ثياب العزِّفي هَدْي الكتابْوليحلّقْ فوق قبريكلُّ نسركل باز وعُقابْليس للحرِّ بقاء في فضاءات الكلابْيا حفيديسوف أمضي لا أباليكل حيٍّ للترابْولقائي بك في يوم الحسابْانتهت الرسالةالتوقيع: جدك الثالث.