السبت ١٣ حزيران (يونيو) ٢٠٠٩
بقلم نعمان إسماعيل عبد القادر

رسالة إلى فاروق

يا جِدارَ ٱلرُّعْبِ في أَوْطانِنا
قَدْ حَجَبْتَ ٱلنّورَ عَنْ أَحْلامِها
شَيَّدوكَ مِنْ سَرابٍ زائِفٍ في
شِعابِ ٱلأرْضِ تَكْوي جِلْدَها
صِرْتَ مَمْسوخًا يَنِمُّ وَجْهُهُ
عَنْ غُرابٍ ناعِبٍ في دارِها
يَسْأَلُ ٱلْفاروقُ عَنْ مُسْتَنْسَخٍ
أَيَّ يَوْمٍ يَخْتَفي عَنْ عَيْنِها؟
لا تَسَلْني عَنْ كُرومٍ حَوْلَه
باتَ يَمْضي لا يُبالي "سورُها"
قَطَعَ ٱلدَّرْبَ وَظَلََّ جاثِمًا
في فِجاجٍ بُحَّ مِنْهُ صَوْتُها
لا تَسَلْني عَنْ جِبالٍ خَلْفَنا
كانَ يَرْعى في أَمانٍ ظَبْيُها
نَشَرَ ٱلْخَوْفَ وَغَنّى طَرَبًا
زَرَعَ ٱلْحُزْنَ وَفَلَّ جَيْشَها
أَيُّ مَخْلوقٍ تَحَدّى أُمَّةً
حَمَلَ ٱلضُرَّ فَضاعَ مَجْدُها
فَقَدَ ٱلْفَلاحُ قوتَ يَوْمِهِ
نَبَشَ ٱلْفَقْرُ بِغَيْظٍ كَلْمَها
حُرِمَ ٱلأطفالُ مِنْ زَيْتونِهِا
خَيَّمَ ٱلصَّمْتُُ طَويلاً فَوْقَها
يَبِسَ ٱللَّوْزُ وَصارَ حَطَبًا
عَرْبَدَ ٱلْيَأْسُ وَفَرَّ طَيْرُها
كُنْتَ في بَرْلينَ نَجْمًا ساطِعًا
صِرْتَ تِمثالاً تُسَلّي شَعْبَها
قِفْ تَأَمَّلْ يا رَفيقي ساعَةًً
كَيْفَ يَحْيا في حِصارٍ أَهْلُها

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى