السبت ١٣ حزيران (يونيو) ٢٠٠٩
بقلم
رسالة إلى فاروق
يا جِدارَ ٱلرُّعْبِ في أَوْطانِنا | |
قَدْ حَجَبْتَ ٱلنّورَ عَنْ أَحْلامِها | |
شَيَّدوكَ مِنْ سَرابٍ زائِفٍ في | |
شِعابِ ٱلأرْضِ تَكْوي جِلْدَها | |
صِرْتَ مَمْسوخًا يَنِمُّ وَجْهُهُ | |
عَنْ غُرابٍ ناعِبٍ في دارِها | |
يَسْأَلُ ٱلْفاروقُ عَنْ مُسْتَنْسَخٍ | |
أَيَّ يَوْمٍ يَخْتَفي عَنْ عَيْنِها؟ | |
لا تَسَلْني عَنْ كُرومٍ حَوْلَه | |
باتَ يَمْضي لا يُبالي "سورُها" | |
قَطَعَ ٱلدَّرْبَ وَظَلََّ جاثِمًا | |
في فِجاجٍ بُحَّ مِنْهُ صَوْتُها | |
لا تَسَلْني عَنْ جِبالٍ خَلْفَنا | |
كانَ يَرْعى في أَمانٍ ظَبْيُها | |
نَشَرَ ٱلْخَوْفَ وَغَنّى طَرَبًا | |
زَرَعَ ٱلْحُزْنَ وَفَلَّ جَيْشَها | |
أَيُّ مَخْلوقٍ تَحَدّى أُمَّةً | |
حَمَلَ ٱلضُرَّ فَضاعَ مَجْدُها | |
فَقَدَ ٱلْفَلاحُ قوتَ يَوْمِهِ | |
نَبَشَ ٱلْفَقْرُ بِغَيْظٍ كَلْمَها | |
حُرِمَ ٱلأطفالُ مِنْ زَيْتونِهِا | |
خَيَّمَ ٱلصَّمْتُُ طَويلاً فَوْقَها | |
يَبِسَ ٱللَّوْزُ وَصارَ حَطَبًا | |
عَرْبَدَ ٱلْيَأْسُ وَفَرَّ طَيْرُها | |
كُنْتَ في بَرْلينَ نَجْمًا ساطِعًا | |
صِرْتَ تِمثالاً تُسَلّي شَعْبَها | |
قِفْ تَأَمَّلْ يا رَفيقي ساعَةًً | |
كَيْفَ يَحْيا في حِصارٍ أَهْلُها |