الثلاثاء ١٧ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨

ستون عاماً

بقلم: محمد يحيى انطاكلي

سُتونَ عاماً مضتْ

وأنتِ ياحبيبتي

ما زلتِ تحلَمين

أن يبزغَ الفجرُ

أن يأتيَ الضوءُ المنيرْ

ستون عاماً مضت

وأنت يا حبيبتي

مازلت تنتظرين

ترقبين الأفقَ

علها تلوحُ من بعيدٍ

طلائعُ التحريرْ

ستون عاما مضت

وأنت يا حبيبتي

ما زلت تتهيئين

تعلقين الزيناتْ

ترشين العطرَ

وتلبسين الحريرْ

****

ستون عاما مضت

وجيراننا في يبوتهم

قابعون

يقرؤون الجرائدَ

ويتابعون بكل اهتمامٍ

تفاصيلَ القضية

يصغون بكل جوارحهم

للنشرة اليومية

بعشر مالهم يتبرعون

وبما بَطُلَ من ثيابهم

علينا يتصدقون

وفي الليل

يؤدون واجباتهمْ

على أحسنَ ما يكون

يصلون

يستغفرون

يدعون ربهم

أن يحفظَ اللهُ الخليفةَ

يقيه كلَّ شرٍ مستطيرْ

****

معذرةً يا حبيبتي

إن تأخرتِ الجيوشْ

فقوادُها مشغولون

بأمرٍ خطيرْ

هم يقدحون الزندَ

ليلاً ونهار

ويجوبون الطرقاتِ

بحثاً عن صبيةٍ

يلتهمونها في سهرةٍ ثوريةْ

يشربون على أنَّاتها

نخبَ القضيةْ

ويقضون أوطارا

علها تعيد اليهم الشبابَ

والمجدَ الذي ضاعا

علها تبعثُ فيهم الحميةْ

فيجدوا إليك المسيرْ

****

معذرة يا حبيبتي

إن مللتِ

إن خفتِ

أن لا يأتيَ هذا النهارا

فالقواد ينتظرون

اكتمال عدةِ الحربِ

ووصولِ المعونةِ الخارجية

يسرجون الجيادَ

يجوبون البلادَ

يلقون على مسامعِ الناسِ

خُطَبَهُمُ العصماءْ

يضرعون إلى السماءْ

عن ملائكة النصر يبحثون

يتساءلون

ترى

لماذا تأخرتِ النجدةُ الإلهيةْ

****

معذرة يا حبيبتي

فقد شغلتنا عن المتابعةِ

أمورٌ عظامْ

فنحن نقيمُ مهرجانَ شعرٍ

في كل عامْ

نأخذُ دروس َتقويةٍ

في اللغة العربية

علنا نجاري قيساً

في وصفه للعامرية

شغلتنا عنك

خلافاتُنا العقائدية

والاستئثارُ بالمنحةِ الإلهيةْ

فكلٌ يدعي لنفسه شرفَ الإنتماءْ

كلٌ يريدُ أن يصنعَ على عينه

ألسيرةَ النبويةْ

****

لهفي على أطفالك

لهفي على طيور السماءْ

وحدُهم لبوا النداء

حملوا على أكتافهم

عبءَ القضية

وحدُهم أحالوا الحجرَ سلاحا

ذادوا عن العرضِ المستباحا

وحدهم أدركوا

أن الصهيونيةَ مرضٌ عضالْ

نما في جسد البشرية

وحدهم أدركوا

أن في فلسطين يكمن رأس الأفعى

وفيها وحدها يكونُ النضالْ

بقلم: محمد يحيى انطاكلي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى