الثلاثاء ٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
بقلم بوعلام دخيسي

سر الطواف

نظمت تبارك في الطواف خطانا
شِعرا ترنـَّم في الشِّعاب بيانــــا
قطفت لخير القافيات بأحــرف
وانشقت الأبيات تبدي دهانــــــا
ألـْقـَتْ على باب السلام تحيـــة ً
وغديــر زمزم للسلام سقانــــــا
وهبت غديرها للعطاش وأطربت
أمّ ٌ أنا أسْقي البَنيـــن لـِبـانــــا
أم أنـــا وكذاك قــال محمـــــد
بشراكمُ فالوعد منه ضمــانـــــــا
من حج لم يرفث ولم يفســـــق مضى
كالطفل يولد ينكر الشنآنـــا
كالطفل في ثوب القِماط ألـُفـّـُهُ
ووثاقه عنـد الفـــــــؤاد ألانـــــا
وهبت غديرها للعطاش تكرمـا
خلف المقام فطاب منه مكانـــــــا
وغدت تهدهد في المقام ترنما
والحِجْرَ ألقت للمقيم حنانــــــا
قـالت لنــا هذا المقــام لمن مضوا
سِفرٌ يُخـَلـِّد من أجاب أذانــــا
قـَدَمٌ وحِجْرٌ للجدود وأنعُــمٌ
تحكي خطى للسائليــــن جـِنانـــــا
مِن كل فج في الوجود تواترت
أصواتهم فأتوا إلـيّ لجانــــــــا
لبيك قالوا في الشهادة إنمــــا
أرواحهم من أسْمِعَتـْهُ زمانــــــــا
ورمت بساط الحب يهتف في الرُّبى
يا مرحبا بالزائريـن رُبانـــــا
يا مرحبا عند الصفا يصفوالنـَّوَى
وبُكَاءُ مَرْوَة يا أهَيْلَ روانـــــا
وبأسعد الأحجار طاب تـَوَجّـُـــــدٌ
فغدت تصافح بالبنان بنانـــــــا
هذي يمين الله مِلكُك فاستلـم
واكتب وبايع إن أردت رضانـــا
هذي يد الرحمن مُـدَّ يد المنــى
واشرح فؤادك إن سألت أمانـــــــا
واسكب بمُلـْتـَزَم ٍ دُمُوعَكَ واقتسم
فــي الباب قلبـاً مُغرمــاً ولسانـــــا
نظمت بوعظ في القلوب وحسبها
من وحيها ثوبُ البياض كسانــــــا
قالت ذروا لبس المَخيط وأوثقت
مِن بعد نـَقـْــٍض في الإزار عُرانـــــــا
هذا الإزار لكُمْ يُذكِّرُني الفنـــــــا
كَفـَـن ٌ ولـَحْـدٌُ ثمَّ... قلت كفانــــــــا
يا أختَ هل لك في العظات بشائر
فالوعد أبلغُ في القلوب بيانـــــــــــــا
فمضت تغازل في الحجيج بياضه
قالت بياضٌ في الفــــؤاد رجانــــــــا
هذا البياض حقيقتي وسَواديَ
سُودُ الذنوب ومن يجيء مُدانـــــــــا
ألبستكم لونـي وكــل مُــراديَ
مَن عـُدْتـُهُ في السّـُقم عاد مصانــــا
فاجعل شِمالك في الطواف فريضة
ليعبَّ من سكن الشِّمالَ دوانــــــــا
ويمينك الغراء مِلكُ ميامنــــي
فارجم بها عند الجمار مُهانــــــــــــا
اُرجم كما رجم الثلاثةُ سالفــــا
فـغـدوا مثــالاً إن رفـعـنا دُعانـــــــــا
وارجم حجارا بالحجار وأنمـا
شرَّ الهوى قصدي فـَعُـدّ َ سِنـانـــــا
قصدي إذا تغدوالخماص بـِبَابـِنا
تـَـأوي إلــى تلك الديــار بـِطانــــــــا
فالجَمْ جَوَادَكَ في الرَّواح وَصِيَّة ًِ
بعد الغـَداة إذا فسَـخـْتَ عِنانــــــــــــــا
واشدد شِراكَك في الرِّكاب حَصَانة
وكفاك تأمَنُ في الفيافي حِصَانـــــــا
إنّ الوغــى طبع المسالك فالتزم
لون البيـاض إذا لـَقِـيتَ دخانــــــــــا
إنّ الوغى طوع الممات بعِــــزةٍّ
والموت أفضل أن تعيش جبانـــــــــا
والجبن طبعٌ في النفوس فـداوهِِ
بـِدَوَا الطواف كما فعلت عـَيانـــــــــا
ما كـل ديــنك في الطــواف تنسكاً
لوطفت ألفــاً ما بلغت عَنـــانـــــا
فاجعل فؤادك في المقام وديعة
واحذر هواهُ إذا بعُدْتَ مكانـــــــــــــــا
ما كل من زار المقام جليســـه
أوكل من سكن الضلوع جـَنــانـــــــا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى