الجمعة ٢٦ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

سيرة قبل اقتراح الوقت

زيد صالح أحمد صالح الجبوري

كأيِّ غريبٍ في المدى يتلفَّتُ
صحوتُ، كأنَّ الوقتَ قبليَ ميِّتُ
أرى شجراً يرخي عليَّ ظلاله
وتفاحةً عذراءَ تبدو، وتخفتُ
على سُلَّمِ الإغواء تصعدُ شهقتي
وعشب الخطايا في ضلوعيَ ينبتُ
وخلف فراشِ الضوءِ أعدو بخفةٍ
صغيرٌ وعمري دهشتان، وغربةُ
وقبل اقتراح النار تقدح خافقي
أصابعُ أوهامٍ فتولدُ جذوةُ
يقولون: من ماءٍ خُلِقتَ وطينةٍ
فلا أنت أشجارٌ، ولا أنت غيمةُ
فأسألُ نفسي: مَن أكونُ؟ وكلما
لمستُ خيوطاً للإجابةِ تفلتُ
تضيقُ بيَ الرؤيا، وتكبر حيرتي
وتبعد عن مرمى السؤال الحقيقة
من الجنة العُليا هبطتُ بغربتي
ضياعي بهذي الأرضِ "رباه" مُلفِتُ
و يا ربُّ، أسماءً حفظتُ كثيرةً
بذاكرةٍ عرَّى صداها التفتُّتُ
فذاكرةً أخرى أريدُ لأنني
مع السهوِ والنسيانِ عنديَ صحبةُ
و أبنائيَ الجوعى قرابينُ فكرةٍ
وهم بين أنياب المتاهاتِ لقمةُ
فمذ خلعوا الأسماء عنهم تمرُّداً
تساورهم نحو المجاهيل رحلةُ
أورِّثُهم ظلَّ النبوءةِ في دمي
وتفاحةً أخرى، فكيف تشتَّتوا

زيد صالح أحمد صالح الجبوري

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى