الثلاثاء ٢٠ شباط (فبراير) ٢٠٢٤

صرخات فلسطينية في كتابات المرصفي الشعرية

الشاعر هو ضمير الأمة وأنات الإنسان أينما كان ومن الشعراء المصريين المتميزين الشاعر الصديق رفعت عبد الوهاب المرصفي الذي قدم للمكتبة العربية دواوينه الشعرية الكثيرة ويعد أحد رموز الشعر في العصر الحديث ففى قصيدة بعنوان رسالة إلى أمى كتبها شاعرنا الكبير رفعت عبد الوهاب المرصفى على لسان طفل محاصر فى غزة نجد ثورة من التساؤلات التى تؤكد براكين الغضب والألم والحسرة داخل أعماق هذا الطفل البرئ الذى ما عاد يشعر بجمال الطفولة ولا ببراءتها فالصورة مظلمة والجسد العربى يتمزق والفساد يستشرى مخلفا الخراب والدمار والشعب الفلسطينى يعانى الحصار الأليم بعد أن تحولت غزة إلى سجن كبير لأكثر من مليون ونصف المليون مواطن فلسطينى وحول كل هذه المعانى يقول شاعرنا على لسان هذا الطفل الجريح :

الصورة قاتمة يا أمى
الجسد يئنُّ على مرأى الأعراب
على مرأى الأغراب
الغدر يمزقهُ ...
وجنود الشر يعيثون فساداً
ودماراً فى الأرض
لا شئ سوى الصمتِ
سوى الخوفِ سوى الموت
لا أحدَ يحرّك فاهاً
أو يفتح للعدل الأبوابْ
أوَ ليس هناك على وجه الأرض
سوى شرْع الغابْ ؟

ثم تتصاعد ثورة الأسئلة وطوفان الحسرة فيتساءل الشاعر القدير رفعت عبد الوهاب المرصفي على لسان الطفل المحاصر عن ضمير العالم وعن حقوق الإنسان التى يتشدق بها دعاة الحرية الزائفة ؟! فيقول:

أين ضمير العالم يا أمى
وحقوق الإنسان ؟!
ما عاد هناك ضمير مشتركُ
أو حلم مشتركُ
أو شئ مشتركُ
ما عُدنا نلمح إلا حلقات
الجبن الدولية
العدل يموت على أعتاب
الأمم المتحدة
. . . . . . ..
بسمات الأطفال
أغتِيلت باسم الشرعية
أوَ لسنا بشرا يا أمى
ولنا ما للبشرية؟
فلماذا تسلبنا الدنيا أزهار
الحرية؟
ولماذا العالم يرفُض أن نرفضَ
أن نصرخ فى وجه الهمجية؟

ويستكمل شاعرنا المبدع رفعت عبد الوهاب المرصفى بوحه على لسان الطفل المحاصر فى غزة فيعاتب الذين يتكاسلون عن نصرة الشعب الفلسطينى ودعمه فى قضاياه العادلة والمشروعة لنيل حريته واستقلاله فيقول:

أُمـاه ....
الإخوة باعوا الأرض بثمن بخس
باعوا البيت بثمن بخس
باعوا أشجار الأرز وأغصان الزيتون
باعوا الحلو الميمون
الإخوة باعوا دمنا
أصبح برميل النفط يعادل برميلا من دمنا
أصبح برميل النفط يعادل أطناناً من أعظُمِنا
الإخوة صاروا أسلحة تنحر فينا
وتقدمنا كشرائح لحم ناضجة للسفهاء

وعن الدماء المهدرة لأخوة العروبة فى فلسطين يقول شاعرنا فى قصيدة بعنوان طعنات فى الجسد الإسلامى :

يا مســـــلمون جراحنـــــــا تتفجرُ
ودمــــــــاؤنا فى كل صوب تُهدرُ
ضاعــت حقـــــوقُ فى زحام خلافنا
من فرط ضعف فى العروق يسافرُ
مــــاذا تبقى كى نفيق لحــــالنا
والقيدُ وهمُ والدوائر تُكســـــر ؟
وإلى متى سيظل فينا شـــــــارد
وعدونا فى كل لون يُمكــرُ؟!

وينادى شاعرنا رفعت عبد الوهاب المرصفي بوحدة الصف العربى والإسلامى لأن الاتحاد قوة والفرقة ضعف والذئب لا يأكل من الغنم إلا القاصية حيث قال:

يا أمة رسم الحبيب طريـــــقها
وانساب فيها الهْدىُ والإرشــادُ
ماذا تبقى كى نعضد ديـــــننا
وشذى الهداية نفرةُُ وجهـــادُ؟
ما كان يمكن أن يُمسَّ قميصنا
لو أن كل المســلمين أرادوا!

ويؤكد شاعرنا رفعت عبد الوهاب المرصفى على هذا المعنى فى قصيدة أخرى بعنوان إسلامنا مستهدف حيث يقول :

ماذا دهـانا اليوم
من أفعــالنا نتخلّفُ؟
يا مسـلمون توحدوا
إسـلامنا مُـتهدفُ
ودعوا التفرق جانبا
إن التوحــد أشـرفُ

وفى قصيدة بعنوان حروف من ذاكرة الفجر يستنفر شاعرنا طاقات هذه الأمة للخلاص من جزاريها حيث يقول :

يا أمتى .. ماذا تبقىَّ كى تفيقى؟
ماذا سنلقى كى تفيقى؟
كل القرائن قد بدت
كل البشائر أوشكتْ
والآكلون تحوّطوكى
يا أمتى .. الرصدُ من كل الجهات
الطعن من كل الجهات
العدل فى الإنسان مات
صارت الدنيا انفلاتا
ما عاد شئ فى المدار سوى الجنون
يا أمتى .....
ماذا تبقىَّ / كى كما كنا / نكون؟!

وفى قصيدة أخرى بعنوان شكاية إلى الفاروق يخاطب شاعرنا الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه حيث يقول:

وا عمراه ... جُرحنا انفجرْ
وسيفنا انكسرْ
إلا على نُحووورِنا
دماؤنا الخضراء تنهمرْ
طيورنا البيضاء تحتضرْ
نعالج الجراح أم نعالج الأثرْ ؟
الدمع يفرى جفنهُ
والجسم يلوى بعضهُ
والصيد للصياد يشعل الشررْ
لا قدسنا عادت ولا جراحنا طابت
ولا .... ولا ..... وا عمراه
العابرون يعبرون فى الجراح للنخاع
يعبرون فى الشتات للضياع
يشبعون من لحوم أجسادهم
ويرتوون من نزيف جرحهم
ويمضغون من كتابنا العِبرْ
فجرحنا انفجرْ
وسيفنا انكسرْ
إلا على نحووورِنا

وفى قصيدة بعنوان تداعيات من زمن الصهيل نجد شاعرنا رفعت عبد الوهاب المرصفي يستنفر صهيل الأمة العربية والإسلامية لاستعادة أمجادها التليدة حيث يقول:

هدهــدْ شجونك يا جـوادْ
ما عاد وقت للحـدادْ
ضمـد جراحك وانتـصب
فلقد جبلت على العنـادْ
روح الصمود لديك تكـفى
إن هــوى منك العتادْ
وسنا الهداية فى العـروق
وفى الديـاجى يُستقادْ
لملم همـومك وانطلــق
"إن الحيـاة لمـن أراد"
هل من فــوارس ها هنا
هــل من صهيــل يُســـتعاد؟!

تحية وتقدير للشاعر المبدع رفعت عبد الوهاب المرصفي الذي طوع موهبته الشعرية لدعم القضية الفلسطينية والقضايا العربية وليت كل من يكتب الشعر يتعلم من إبداعات شاعرنا المتميز ويتذكر في نفس الوقت قول شاعرنا الكبير عبد الرحمن الأبنودي رحمه الله:

إن لم يكون العلم مصباح للغلابة
إن لم يزيح العتمة والضبابة
لافايدة في كتابك
أو سهرك وعذابك.


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى