الثلاثاء ٢١ شباط (فبراير) ٢٠١٢
بقلم أحمد فراج العجمي‎

صمود

أيُّها الإنسانُ ما هـذا الصُّمـودْ كيفَ تحيا فيكَ هاتيـكَ الجُلـودْ
أسرفَ الجوعُ فمـا مـن نُطفـةٍ غيرُ أحشاءٍ جَرى فيها الصّديـدْ
عظمُـكَ المَنْخُـورُ كـم أتعبتَـهُ فمضى كَرْهًا على مـا لا يُرِيـدْ
جَفَّتِ الأعضاءُ من لَفْحِ الضَّنـى وانحدارِ البُؤسِ في عمقِ الوريدْ
لم تـزلْ تحبـو بجسـمٍ خائـرٍ تاركًـا نَدْباتِـهِ فـوقَ الصّعيـدْ
أنتَ والأطـلالُ مـنْ رَسْمَيْكُمـا تُخْطِئُ العينانِ في هذا الجُمُـودْ
لم تُخِفْكَ الرّيْحُ فـي إعْصَارِهـا مثلَ ما ينجو من الإعصارِ عـودْ
أمِنَـتْ فيـكَ الفَيافـي مَوْطِئًـا أمْنَ وطءِ الريشِ أو لمْسِ الخدودْ
صدرُكَ المحصورُ يُخْفـي نَأْمَـةً مثلَ هَمْسِ الريح في رَوْعِ الوُرُودْ
قد حَجَزْتَ الرُّوْحَ فـي زِنْزَانَـةٍ وعلى العينيـن إِمْحَـالُ الجليـدْ

********

أيُّها الإنسانُ هـل مِـن صيحـةٍ تفضحُ التضليلَ تجتـاز الحُـدودْ
ولْيـرددْ كـلُّ جُـرحٍ خلفَـهـا أينَ شرعُ اللهِ في هـذا الوجـودْ
أين خيـر الله؟ تُقْـوِي أَرْضُنُـا فَيَخِبَّ القَحْطُ في حَـبِّ الحَصِيـدْ
ويرانـا الخيـرُ فـي بلوائِـنـا فيقولُ الشـرُ: لا تأبـهْ لسُـودْ
ألِـلَـوْنٍ أُزْهِـقَـتْ أرواحُـنـا وحَمَلْنـا كـلَّ سَـوْءَاتِ العَبيـدْ
رُبَّ عبدٍ أبيـضِ القلـبِ علـى وجهِهِ النورُ ووَثْبـاتِ الأُسـودْ
ويَسُودُ النـاسَ مـن إظلامِهـمْ عاجـزٌ غِـرُّ ومُحتـالٌ بلـيـدْ
أَلِأَنّـا قــد وُلِـدْنـا هاهـنـا نَزْرَعُ الشّوْكَ ونَقْتـاتُ الصُّـدُودْ
يشْرَبُ النّـاسُ زُلالًا، والصَّـدى يُطْفِئُ العَيْـنَ ويَغْتـالُ الخُـدودْ
أَثْقَلَ الدَّيْنُ الخُطى، نمشي علـى وَهَنٍ مشيَ الأُسَارَى في القُيُـودْ

********

أيُّهـا الإنسـانُ بِئْسَـتْ دَعْـوَةٌ فَرَّقَـتْ بيـنَ أميـرٍ وَمَـسُـودْ
وانكسارُ النُّـورِ فـي أمْواجِهَـا أَظْلَمَـتْ مِنْـهُ قُلـوبٌ وعُهُـودْ
لـكـنِ الآنَ عـلـى آفاقِـنـا ثورةٌ قد شَنّهـا خَفْـقُ الرُّعُـودْ
والنّدى بالخَصْبِ يَرْتَـادُ المَـدى وعلـى كَفَّيْـهِ يَخْتَـالُ النّشِيْـدْ
إنّني يا صاحبَ الجسـمِ الـذي لَفِظَتْـهُ دَعْـوَةُ الحِقْـدِ العَنِيْـدْ
سوف تسري فيك يومًا دعوتـي وتعودُ الروحُ تجري مـن جديـدْ
فأرِحْ صَـدْرًا مَهِيضًـا عَظْمُـهُ فابتهاجُ الأرضِ بي سوفَ يعـودْ
أَحْضُنُ الآمـالَ فـي إشراقِهـا فكـأنَّ الأفـقَ جنَّـاتُ الخلـودْ
وأُروِّي المُشْتَهـى مـن بَسْمَـةٍ حَشَدَتْ للفجرِ أغصـانَ الـورودْ
فتهيَّـاْ لــي فـإنّـي قــادِمٌ بربيعي واسْأَلِ الطّلْـعَ النّضيـدْ

رد الشاعر جميل داري

إنه الإنسان في أعلى اللحود عائش ..لكنـه دون وجـود
يتلـوى ألمـا فـي عمقـه يتشهى كسـواه يـوم عيـد
انه الإنسـان خصـم تافـه لأخيه.. سالب منه السعـود
يسرق اللقمة مـن أفواههـم فهو في عيش هنيء سعيـد
إنه الإنسـان فـي خستـه يقتل الحب ويغتـال الـورود
يـدع الآخـر يحيـا جائعـا فيثور الحق والعقل الرشيـد
آه..ما أتفـه فـردا متخمـا يتسلـى بمجاعـات العبيـد
احمد الفـراج فـرج كربـة تك يوم الدين من خير الجنود

ردي على الشاعر جميل داري

مَنْ على الدنيا كريمٌ وسعيدْ غيرُ من كانَ بنُعماها زهيدْ
وأقامَ في ذُراها راكبًا كلُّ ظهرٍ في مُحَيّّاها وطيدْ
إنّنا في هذه الدُّنْيا كَسَيْلٍ منه فتّاكٌ ومنه ما يفيد
يُصْبِحُ الإنسانُ ذكرى ما له غيرُ ما ينجو به يومَ الوعيدْ

ردي على الشاعر عبد القادر الحسيني (طائر الفجر)

طائرَ الفجرِ السعيدْ ونقاء في الوريدْ
أنت في الآفاق تزه في مسافاتي مديدْ
كم جليس في الثريا يقطف العزَّ الرغيدْ
وقعيدِ يرتضي الذلّ فيا بئس القعيدْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى