الخميس ٣ تموز (يوليو) ٢٠٠٨
بقلم عزيز العرباوي

صيف المغاربة الساخن

الحمد لله سيكون صيف المغاربة هذا العام ساخنا وراقصا أيضا رغم كل الويلات والمشاكل التي يتخبطون فيها سواء في سيدي إفني أو في العاصمة أو في أي بلدة أو قرية مترامية الأطراف في المملكة السعيدة. الحمد لله أننا هذا الصيف سيكون لنا الحق في الرقص والعري وغيرهما ، لأننا محبوبون عند أولي الأمر عندنا. الحمد لله أننا نحتكم على قنوات تلفزية وفضائية همها الوحيد في هذه الدنيا الفانية هو إسعادنا والعمل على جعلنا راقصين عاريين بدون هموم أو مشاكل. الحمد لله أن هذه القنوات والقائمين عليها يفكرون في توظيف فتياتنا في الرقص والعري والارتماء في أحضان موظفيها وضيوفها في البلاطوهات وفي أحضان مراهقين آخرين يأتون إليها لإفراغ شحناتهم المرضية. إن لم نحمد الله على كل هذا فعلى ماذا سنحمده؟ هل على الدم المراق في صفرو وسيدي إفني والرباط؟ أم على الجثث والضحايا التي تسقط على الطرق المغربية الراقية؟ فعلى ماذا سنحمد الله إذن إذا لم نحمده على نعمة السعادة والرقص والغناء – إذا صح التعبير – التي تفكر القنوات التلفزية الوطنية جدا في ‘مطارنا بها وتجند الطواقم الكبيرة لها؟.

صيفنا إذن سيكون جميلا وكله نساء ورقص وغناء وفن عفوا عَفَن. فأن تقدم قناة عين السبع على إلغاء دستة من البرامج من برمجتها الأسبوعية لتحضير عرس " استوديو دوزيم " العظيم فهذا عمل مبارك وعظيم يستحق قصائد المدح. ونحسب أن هذا المشروع بهذه الصورة أنه عمل يراد منه تحقيق أهداف أخرى من قبيل تمرير قرارات حكومية وسياسية فلا تثير اهتمامات المغاربة الغارقين في متابعة البرنامج العظيم الذي يرقى إلى مصاف السوابق الفنية في العالم العربي.

ولا شك أننا والحمد لله بدأت عندنا نحن أيضا تتناسل ( الفنانات ) كما حصل بلبنان ومصر في مرحلة فنية ما ومازال هذا التناسل إلى اليوم يحصل. ولا شك أيضا أن المغرب سينجب جيلا مستقبلا يخرج من بطن أمه مباشرة إلى المسرح وسوق الفن الحديث جراء التلوث الذي يصيب نساءنا وبناتنا وأولادنا. هذا التلوث الفني الذي قضى على فن ناس الغيوان ورواد الأغنية المغربية وعلى الفن الشعبي الراقي والموال الأمازيغي العريق هو الذي سينتصر في النهاية لا محالة ، لأنه تلوث خطير مطعم بفيروس غربي تصعب مقاومته

لقد أبدعت قنواتنا الإعلامية في إنتاج أغان أقل ما يقال عنها أنها الهراء. وقتلت بموجتها الجديدة على الفن المغربي والأغنية المغربية التي حمل مشعلها رواد وفنانون كبار جاعوا من أجل الفن وسجنوا من أجله أيضا. لكن اليوم أصبحنا نرى ونسمع لمراهقين يقولون قولا فاحشا ويمنحونه صفة الفن ويلحنون هراء موسيقيا ما أنزل الله به من سلطان. فكيف يريدون منا أن نبارك هذا التلوث الموسيقي والفني؟.

كان على إعلامنا أن يهتم بالثقافة ويطرق مواضيع ثقافية كبيرة من أجل مساعدة الشعب المغربي على انتشال نفسه من براثن التخلف والجهل الفكري لا أن يغرق في وحل إنتاج أغان هابطة تعتمد على الجسد والإغراء والمرأة في تسويقها. وأتحدى هؤلاء أن يبعدوا هذه الجوانب من أي عمل موسيقى أو فني فهل سينجحون في كسب جمهور بالقدر الذي يتلقونه اليوم؟ مستحـــــــــــــيل.....


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى