الخميس ١ آذار (مارس) ٢٠١٢
بقلم
طواف في المرآة، ومشاهد عن قصيدة النثر
كاللحنِ في شفة الدنيا يجفُّ فلا | يُجدي استماعٌ، وجودٌ صامتٌ أزَلا |
هذا الوجودُ على يُمناهُ ليْ أملٌ | وفي الشمال قنوطٌ كذَّبَ الأمَلا |
مَن ذا يعزّي المدى إنْ لاحَ معتقَلاً | في قُمقمٍ، وهواءً أدمنَ الشَّلَلا؟ |
مرآةُ روحي.. وكم قد بات ينهكُني | فيها الطوافُ كأني طائفٌ دُوَلا |
حبيبةَ الروحِ ما للروحِ عاكفةٌ | على السؤال وهل ترضى بهِ بَدَلا؟ |
اللهُ كم أشتهي يوماً لقاءَكمو | وأشتهي معهُ صَفْحاً إذا قُبِلا |
وأنتِ وحدكِ: أحلامٌ ونافذةٌ | أمامَها الأفقُ يرقى ثلجُهُ وَعِلا |
أزفُّ شوقي إلى عينيكِ أغنيةً | وقد يكون حَماماً بَعدُ ما وَصَلا |
فاستقبليهِ إذا جاءَ الصباحُ مُنىً | بالخيِّرات ودُوري نورساً ثَمِلا |
أو فاجلسي جنبَ جذعِ التينِ رائقةً | والفيءُ يغزلُ من عطرٍ لهُ حُلَلا |
ووقتُكِ الدرُّ من كأسٍ مُرَصَّعةٍ | بنشوةِ الخمرِ تجري فيكِ مِنْ وإلى |
حتى المُحيّا حُمّيا الكأسِ تنعشُهُ | كأنهُ من فمي يستقبلُ القُبَلا |
لَجَّ الطريقُ رؤىً في شكلِ أسئلةٍ | وقد أجبتُ وما شاهدتُ مَن سألا |
لكنها الحيرةُ المفجوعُ ساكنُها | بالأدعياء فأعطى حشدَهم مَثَلا |
قصيدةُ النثر!؟ ما أوهى مُنَظِّرَها | لو يفقهُ الشعرَ حقاً لاختفى خَجَلا |
حيث الكراهةُ عنوانٌ لهم ولها | هل يبدعُ الشعرَ كومبارسٌ من الجُهَلا؟ |
الشعرُ مهبطُ عشتارَ التي صدحتْ | بالحُبِّ، أين غناءٌ من فمٍ سَعَلا!؟ |
أم كيف يمنحُنا المأزومُ عافيةً | وهو الأَحَقُّ بها لو أفرزوا العِلَلا؟ |
يا مَن تَعَصَّبَ للتحديثِ وهو (نَوىً) | ومِن حداثة (ذاتِ البين) ما قَتَلا! |
لو تنظرون إلى مليونكمْ عدداً | لخِلتُمُ العُرْبَ يعلو وعيُهم زُحَل! |
لكنما الواقعُ المشطور أورَثَكمْ | معنى الفصامِ فجاءَ الفكرُ مُرتجَلا |
مُخَلَّفاتُ شعوبِ الغرب في يدكم | كناقةٍ حاورتْ في غوغلٍ جَمَلا! |
وأنتَ يا واهباً للطيرِ غُنَّتَهُ | تبني التواضعَ للأجيال مُعتَزِلا |
يا مَن يرى الأحرفَ السمحاءَ مبدأهُ | وما الحداثة إنْ لم تنتظمْ مُثُلا؟ |
أنتَ الأصيلُ ويكفي ذاك مدرسةً | لكَ الخلودُ وللوعّاظِ ما ابتُذِلا |
شيئاً فشيئاً توخَّينا الرُّقيَّ غداً | لكنهم حَمَّلوا زرزورَهم الجَبَل! |