الثلاثاء ١٢ أيار (مايو) ٢٠٠٩
بقلم توفيق الحاج

طين في فلسطين

يقول المثل: بين حانا و مانا..ضاعت لحانا

ويقول العبد الفقير: ما بين المقالة والمعالة..ساءت الحالة..!!

آخر خبر عن حالة الشعب الفلسطيني هنا تقول: أن لدينا جيش يتكون من أكثر من200 ألف عاطل عن العمل يتمتعون بقياس الشوارع وسند الحيطان..!!

وآخر احصائية تهمس في آذان الاولياء: أن أكثر من 85% يعيشون على المساعدات أي بالمفتشر "الكوبونات"..!!

كرامة ما بعدها كرامة، وعزة ما بعدها عزة..!!
اللهم لك الحمد..
أنا و سذج كثر لا زلنا نتابع أخبار علية القوم في غزة ورام الله ونفصفص التصريحات من هنا وهناك بدقة لعل وعسى..
فقد يجمع الله الشتيتين بعدما..يظنان كل الظن أن لا تلاقيا..
لذا نقضم شهرا وراء شهر أملا في بشارة عن نجاح خلط الزيت بالماء..!!
المهم..

أفرحني خبر دعم الحكومة المقالة -هدانا الله وهداها - الرجوع قرنا كاملا واللجوء إلى التراث عبر البناء بجدنا الطين لمواجهة غياب عمنا الاسمنت الذي افتقدناه بفعل فاعل إسرائيلي مقصود.!!
واستخدام الطين هو ربما أحد التجليات العفوية لمزارع فلسطيني مقهور وجد نفسه،وأسرته يفترش الغبراء بلا غطاء،و لا يملك من بعد وعود ليل شرم الشيخ،ومشعل،وفياض إلا شمس غضب الكلام،مع صور فضائية رائعة فوق الحطام..!!

هذا الإبداع تلقفته حكومة - لا حول لها- كبديل ممكن كما الأنفاق لتخفيف أزمة الحصار و التشرد الفلسطيني الجديد.!!

وتطبيقا عمليا للمثل القائل "من طين بلادك..ليس خدادك.."!!
فكرة طيبة..ومعبرة.

لا تقل أهمية عن هرولة العالم النائم لمواجهة أنفلونزا الخنازير..!!
وتؤكد بشكل بليغ ورصين.. أن الحالة طين في فلسطين..!!

لكن طالما أن التهدئة المباركة أرست قواعدها الفقهية والشرعية منذ ثلاثة شهور واستقر الحال على مراوحة الحوار.!!

فقد كان من الأولى بالقادة القدوة من الصف الأول وحتى الأخير وهم –جزاهم الله عنا كل خير -المتمثلون دائما بالصحابة والتابعين والمختلفون قطعا حسب الهوية و البرنامج عن السابقين الفاسدين..!! أن يشرعوا أولا بتطبيق مبدأ المؤاخاة بين الأنصار والمهاجرين وأن يبدءوا بأنفسهم.. بمعنى أن تستضيف عائلة كل قائد مؤمن وملهم عائلة فقيرة دمر بيتها..فإذا كان في المدينة ألف بيت مدمر،فان فيها كما رأينا،ونرى ألف قائد وأكثر..!!

فليس من المنطق،أو المعقول أن نرى مثلا خطيبا مفوها يزايد على سامعيه بما قال الله،وقال الرسول،ويزعق بأعلى صوته كل جمعة باكيا: يا قوم.. هبوا لنجدة اهليكم المنكوبين..!!

في حين انه يؤجر شقق عمارته بأعلى سعر للمضطرين..!!

أحد الذين تهدمت بيوتهم في شهر كانون لم يجد من يعينه من الأتقياء الأحباب قبل الكفار الأغراب..!! والعنوان موجود لمن يريد..

كما أنه ليس من المعقول أيضا أن نرى قائدا اختفى تماما في الحرب الأخيرة ثم ظهر بعد ذلك سالما غانما منعما،ولم يغبر حذاءه اللامع بعد في طريق تؤدي إلى بيت مدمر..!!

ثم أن الاسمنت المهرب موجود..!!

ولكن تجار انفاق الرحمة والتقوى يبيعون الطن تقربا إلى الله وتحت نظر أولي الأمر بمبلغ 4000 شيكل وزيادة..!!

صحيح أن الطين أحن علينا من الاسمنت فهو أرخص وألطف صيفا وشتاء،ويشعرنا بقيمة الأرض أكثر،ولكن هل اللجوء إلى الطين هو الحل السحري، والممكن الوحيد للخلاص مما نحن فيه.؟!!

لا تقولوا لي.....!!
مالنا والجاهلية..؟!!
لا تقولوا لي......!!
مالنا وأبي جهل وأبي لهب..؟!!
لا تقولوا كان..وصار.. وجرى
تاريخنا الحقيقي لم يبدأ إلا بكم وكل ما كان قبلكم سراب..!!
دعوكم ممن جاءوا بكم إلينا،ولم يأخذوا العبرة مما جرى،ولازالوا يختلفون حول الخيمة السادسة..!!
انسوا الشماعات
اسحبوا "السيفون" على كل الحجج والتبريرات
نحن عرفنا أن الله حق على أيديكم..!!
ورأينا نجوم الهدي في عز الظهر من طيب أفعالكم..!!
وبكم بدأنا رحلة التوبة..وعفا الله عما سلف
ثم
من تزوج أمنا..
فهو إذن عمنا..!!

رقابنا أمانة في يد كل من حزم أمره وغير ذات ليل متوليا إصلاح أمرنا..!!
ومن الأمانة أن يتقي الله فينا و يذيقنا قليلا مما وعد..!!

نحن لا نطالب قادة المرحلة الاطهار بارك الله فيهم بعمالة أو خيانة –معاذ الله-مقابل الاسمنت..أو غيره
طز في الاسمنت والبمبرز وحليب الاطفال و الشمينت ولتظل شعاراتنا الذهبية نظيفة لامعة..!!
طز في نقص الأدوية و 900 سلعة حياتية حيوية ممنوعة،ولنبق مخلصين لخلافاتنا وعنترياتنا المجيدة..!!

نحن إنما نرجوهم،ونتمنى عليهم بلطف أن يختصروا معاناتنا،ويقصروا مسلسل الحوار الممل المكون من ألف حلقة،ويتقسمونا بالتراضي وعلى وجه السرعة غنيمة سائغة بالهنا والشفا مع أندادهم العاجزين،وان يتفقوا على تشكيل حكومة "تكنو ضراط " بما يمكن أن يسمح بفتح المعابر ويخفف عن الغلابة..دون المساس باللاءات المقدسة لتاج الراس فتح مع حماس وهما على عيني أحسن ناس.. !!

مع انه كما نعرف من السوابق التاريخية، لاشيء ثابت في السياسة
فها نحن اليوم نسمع عن مطاردة الصواريخ..!! وعن تنسيق جائز شرعا..!! وعن لحس واقعي تدريجي عالي المستوى لشعار "من النهر إلى البحر" من أجل عيون حدود 67..!!

وها هو اليوم أيضا خالنا عبد الباري صاحب القدس المشهور كا لبخاري،يتخلى عن حماسه المعهود،و يعترف أخيرا،وبنبرة خجولة،بأن العمة إيران قدس الله سرها تقترب من عقد صفقة سرية مع أمريكا،تسمح لها باستكمال تجهيز المفاعل مقابل دعم طبختها القادمة في فلسطين..!!

وبوادر اول الرقص حجلان من رئيس إيران كما بدا في تصريح علني له انه لا يعارض أي اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين..!!

وإن تحقق ما في بالي.. فلسوف يستحق سيدنا آية الله نجاد وبجدارة الفوز بجائزة نوبل في رعاية المغفلين..!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى