الأربعاء ١٨ شباط (فبراير) ٢٠٠٩
بقلم بوعلام دخيسي

طيِّبُ الأتراك

طيِّبُ الأتراك لبـــــى
وارتمى في القدس صبـّا
ظنـّـَهُ الحاخام خِـــلا ّ
لـَيـِّناً في القول رطبــــَــــا
إن أبى الجدّ ُ زمانـــا
أن يبيع القــــومَ تـُربــَـهْ
فصغير القوم ماض
يبذل الكثبــان وهْـبـــــا
ظنـّــُه ُ هذا و لكِـــــن
طيــِّــب الإسلام يأبــــــى
أصْله ُ مِن طِيبِ جـِذر ٍ
في الثرى و الجَدّ ُ ربــَّـى
جَدّه ُ من شابَ ليثـــا ً
و كذاك الشِّبـْـــلُ شـَــبّـَـا
جَدَه ُ عبد الحميـــــدِ
زاد بالإصـــــرار هَيْبَــــه
لا كمال المصطفى مَنْ
صَوَّبَ المِحْرابَ غربــــا
إنه إبــــنُ البــَــديع
يُبدع الأقــوال حَرْبـــــــا
نـَوْرَسِيّ الطيب لكن
مثل ريح الرمح هَبـّـَــــا
يرجم الإرهاب رجــــما
قوسه ُ تنهــــال صبـــا
يلعن الصهيون جهرا
راجيا في اللعن قـُـرْبَـهْ
زاد للأقصى انتمـــاءً
كلما أقســى و ســــبَّـــا
يا كبير الغدر يكفــــي
خِسَّة ً يكفـي و نــَصْبـــا
لن نبيع المسرى يوما
لا و لن يُعْـطـاك غصبــا
لا و لن نرضى بذل
لا و لا بالقدس تـُسبــى
كاسبُ النيران يَصلى
نارنــا قولا و ضربـــا
في صِبانا قد حفظنا
قولنا للنــــــار تبــــــا
تبّتِ الأيدي و تبـــت
حاملات الجيد كسبـــــا

***

ثم قام الشبــل يَعْدُو
معلنـــــاً لله تــوبــــــــه
مُعرضا و الجاهلونَ
يجرعون المُرّ َ خيبــــه
و التقى في الزحف شيخا ً
قام للمغوار وثبــــــــــا
كاد يصحو من سباتٍ
زادَ كهفَ العُرب رعبــا
كاد يهفو فيه قلــــب
دب فيه الشوق دَبـّـــــــا
إنما للشيــخ خـــوف
أن يَرُدّ َ القوم غضبـــى
حاله من قال فخـــرا
ليت لي في العَدْو ِ صُحْبَهْ
حائرا ما بال شبـــل
فاق في التبيان عُرْبــــــا
طيب الأتراك خذني
إن لــي في الهجر رغبه
لي شعور رغم أصلي
أن لي في العُرْب غـُرْبَــه
كيف بي أدعى الأمين
ثم صار الغدر دربــــــــــا
كيف صار الحب بغضا
كيف صار البغض حبــــا
دُلنيِّ يا طيب الأتــــــــ
ــراك و لتمْدُدْني قلبــــــا
فاتحا قد عدتَ ليـــــلا ً
والتحفتَ النصرَ ثوبـــــا
مُعلناً في الناس جمعا
أن للإسلام حزبـــــــــــــا
صادحاً و الكفر يُصغي
ليس كلّ ُ الكون قـُطـْــــبـا
ليس كل الناس رِقــّــاً
ليس غير الله ربـّـــــــــا

 [1]


[11- جَدَه ُ عبد الحميـــــدِ: المقصود السلطان عبد الحميد رحمه الله تعالى الذي رفض أن يبيع القدس و فلسطين لليهود.

2- نـَوْرَسِيّ الطيب: المقصود العالم التركي المجاهد بديع الزمان سعيد النورسي رحمه الله.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى