الخميس ٢٧ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٧
بقلم محمد التفراوتي

عدد جديد من مجلة "البيئة والتنمية"

لفت نجيب صعب إلى الفهم السيئ الذي مازال سائداً في معظم العالم العربي، عن أن التخريب البيئي ثمن لا بد منه لقاء إنجاز النمو الاقتصادي، منبهاً في افتتاحية العدد 114 من مجلة "البيئة والتنمية" بعنوان "المسؤولية البيئية قبل مغفرة الخطايا"، إلى أن العودة إلى الجذور لا بد منها، "فلا نسيئ تفسير التنمية المستدامة لنلغي أولوية حماية البيئة، ولا نستغل مفهوم المسؤولية الاجتماعية لنتناسى الالتزام بضرورات المسؤولية البيئية".

ونفى رئيس تحرير مجلة "البيئة والتنمية"، الأستاذ نجيب صعب، كون ’’التنمية المستدامة’’ هي المفهوم الوحيد الـذي انحرف عن غايته خلال السنوات الأخيرة. فبعد ’’قمة الأرض’’ في ريو دي جانيرو عام 1992، انطلقت نظرية ’’المسؤولية الاجتماعية لقطاع الأعمال’’، إذ أن معظم الشركات الكبرى في العالم وضعت برامج المسؤولية الاجتماعية في صلب عملها، وهي تقدم تقارير سنوية عن نشاطها في هذا المجال، إلى جانب التقرير السنوي المعتاد عما حققته من أرقام مبيعات وأرباح. حين بدأت هذه الموجة، كان من المتفق عليه أن الالتزام بحماية البيئة هو جزء متكامل من مفهوم ’’المسؤولية الاجتماعية’’ الأوسع. غير أن ما حصل كان مختلفاً في معظم الحالات.

وجاء في التقييم البيئي والذي تنشره مجلة "البيئة والتنمية" في عددها لشهر أيلول/سبتمبر. لما بعد النزاع في السودان، هو الأول من نوعه، أن ثمة خمسة ملايين نازح في السودان، نصفهم في دارفور التي مزقتها الحرب الأهلية. والأراضي تتدهور نتيجة ازالة الغابات والأساليب الزراعية المدمرة والازدياد الصارخ في أعداد الماشية. ويؤثر تغير المناخ على مناطق كثيرة، حيث انخفض معدل سقوط الأمطار بمقدار الثلث خلال الأعوام الثمانين الماضية، ما أدى إلى انخفاض انتاج الغذاء بنسبة 70 في المئة. ومن جهة أخرى تشهد البلاد ازدهاراً تنموياً تموله صناعة النفط الناشئة.

وفي العدد عرض لمستقبل الطاقة في الاقليم العربي التي تشمل بحوثها تطويع الشمس والرياح والطاقة النووية وتوليد الكهرباء بفارق مستوى البحار. ويعرض تقرير من أبوظبي لخطط انشاء أول مدينة خالية من الكربون في العالم. ويحذر تقرير آخر أهل عمّان من أن مياه الصهاريج ليست كلها للشرب.

كما يستعرض تقرير خاص آخر ما توصل إليه الباحثون حول الفالق البحري الذي تم اكتشافه أخيراً مقابل الشاطئ اللبناني، وتبين أنه كان السبب وراء الزلزال الكبير الذي دمّر بيروت قبل 1500 سنة. ويناقش امكانية تعرّض السواحل اللبنانية لزلزال وموجات تسونامي في السنوات القليلة المقبلة.

ويتضمن قسم "كتاب الطبيعة" تحقيقين مصورين، الأول عن ساحل جازان حيث يتجلى البهاء السعودي على البحر الأحمر، والثاني عن هضبة التيبت حيث ذوبان الجليد وارتفاع درجات الحرارة وتذبذب هطول الأمطار عوامل تهدد سبل العيش. ومن المواضيع الأخرى: حصاد زهر الليمون صناعة لبنانية عريقة، باريس المختنقة تلوثاً تركب الدراجة، غناء لانقاذ الأرض، أجمل صور الكون، فضلاً عن الأبواب الثابتة: البيئة في شهر، عالم العلوم، سوق البيئة، المكتبة الخضراء، المفكرة البيئية. ومع العدد ملحق عن مشاريع ونشاطات برنامج الأمم المتحدة للبيئة في المنطقة العربية.

تقرير "بيئة على الخط"، خدمة الخط الساخن الذي تديره مجلة "البيئة والتنمية"، تابع شكاوى بيئية من المواطنين من ضمنها: الصرف الصحي في بعقلين مازال ينتظر موازنة 2006، رواسب مرفأ صيدا تدمر البيئة البحرية في الزيرة، مسلسل قطع الأشجار والمشاحر مستمر في ترشيش، ردميات عاريا في حرج صنوبر، الحيوانات النافقة التي ترميها السفن في البحر تهدد سلامة الأسماك، حفريات تهدد جبل أيطو.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى