الأربعاء ٢ حزيران (يونيو) ٢٠١٠
بقلم مفلح طبعوني

عودة السعد

( إلى أحمد سعد)

أدمتنا البروةُ
أخذتنا نحو البحرِ
ونحو السور
ذبحتنا مثل العيس المجروحْ
قبل الفجر
وقبل النور
حملتنا فوق رمال الجمرِ
نحو المجهولْ
كادت تُغرقنا
بخلايا دمها المسفوكْ
مثل المحمودْ
*****
هل تذكرُ
يا أحمدْ ؟
دربَ العودةْ
من ناصرة العزّهْ
إلى شجر البروهْ
في تلك الليلهْ
أبكتنا ذكرى النكسهْ
وأفاقت
من غفوتها البروهْ
زجرتنا
فخجلنا من دمع الرعشهْ
ومن غزّهْ
هل تذكر يا سعد الحقْ؟
حرب النكبهْ
وحرب العبرهْ
حرب الأيام الستهْ
هل تذكر؟
أيام الصحوهْ
وعبور الجيشِ
إلى القمهْ
هل تذكر يا أحمد ؟!!
حيفا
حيفا الأخذتكَ
إلى حيفا
مع نزفِ الهجرِ
لتسهرَ
في ظل الكلمات المنقوشهْ
في مطبعة الوادي
بين "رصاص" الأحرف
مطبوعةْ
بالنبضِ وبالحنّهْ
أخذتكَ
عروسُ البحر إليهنَّ
لتغني لحن الوردِ
بعيداً عن حزن الوجدِ
*****
أزعجكَ
قدومُ الربيع
كالخريفِ
ازعجكَ
غيابُ خميرِ العهد
عن رغيفنا العسيرِ
حزنُ البلابلِ
والحجلْ
دمعُ أثداء العسلْ
أزعجتكَ الأراقمْ
تتمشى بين الحواملِ
وأزعجتكَ
أزعجتكَ
تصريحات المفاوضين
عن التبديلِ
والتعديلْ
*****
سيفتقدكَ
كتاب رأس المالِ
ديوان اللزومياتِ
دواء الداءِ
سيفتقدكَ
زفير المحبراتِ
كتب المعهد والرواياتِ
درج الموارنِهْ
كرسي الإعاقهْ
ستفتقدكَ
مقدمة المقدماتِ
محطةُ الباصاتِ
رسالة الغفران
منفضة السجائرِ
مسامات المقالاتِ
قهوة الصباح والمساءِ
والطاولة العتيقهْ
ستفتقدكَ
رؤوس أقلام المؤتمراتِ
ورنة الهواتف الرهيفةْ
في مكاتب التحرير
والجريدهْ
سيفتقدكَ
الموقف الدليلْ
مع الضمةِ والكسرةِ،
والفتحة
وأحرف التعليلْ
ستفتقدكَ
أعياد آذار
مظاهرات الوفاءِ
وساحات الأول من أيار
*****
ستروي عناقيد الجليلْ
ميرمية شاهدكَ
المنقول حتماَ
إلى بروة المعبد
مع عودة المشهد
*****
أجمل ما فيكَ
انك غادرتنا
من داخل الحاكورهْ
حاكورة اللوز والموقف
والقلمْ
حاكورة العهود
والصمودِ
وصعودِ القممْ.
*****
يا جذوة النصِّ
لم تخنك المسيرهْ
لأنّك منذ أيار
القديم
وحتى نيسان الأخيرْ
لم تتفاعل مع الانهيارِ
ولم تتواصل
مع موائد الضياع ِ
وخيام الارتجالْ
*****
سيروي صداكَ
لنبع البقاءِ
حكايا الزمانِ
لهذا المكانِ
وتروي الرهامُ
عطايا تراب النقاء ِ
لتبقى الخصوبةُ
سبيل النجاةِ
وعشق ظلال الحياةِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى