الاثنين ٢٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٧
بقلم سامر مسعود

غيرة

زوجتي، يا سادة يا كرام، مصابة بمرض عضال اسمه الغيرة... وانا رجل كعباد الله الصالحين؛ أكدح في نهاري لارتاح في ليلي. تشعرني بغيرتها أنني تحت الاقامة الجبرية مع وقف التنفيذ... ما يخفف عني أنها تحبني بقدر غيرتها. لكنني، أصدقكم القول، بأنني تعبت وأصابني الاعياء...

في أحد الايام هاتفني صديقي مراد، وشاء حظي العاثر ان تتصل زوجتي في الوقت ذاته، فاثرت إتمام حديثي معه أولاً، ثم العودة اليها. كانت فترة محادثتي التي لم تتجاوز عشر دقائق، الوقود الذي أشعل شياطين غيرتها لدرجة أنها لم تردَّ على مكالمتي البريئة، وهذا يعني في عرف حياتنا، أنها طبول ما قبل الحرب!!

عليَّ، بداية، أن أجمد خيول غضبي، واتسلح بصبر الأنبياء!! جاء صوتها أشبه بصفعة أحسست بحرارتها على خدي الأيمن. خيولي تتململ، ولكنني عاجلتها بحبة من الصبر فنامت! تدعي زوجتي فيما تدعي، انني كنت منتشيا بسماع صوت فتاة في مقتبل العمر، شقراء ذي شعر ساحل، رشيقة القوام، فارعة الطول... حجتها في ذلك طول فترة المكالمة!! انتابني شعور بالتقيؤ، لكنني تنبهت سريعا الى أن الوقت غير ملائم لمثل هكذا تصرف، فابتلعت شعوري فورا، ثم بينت لها بياض صفحتي، وذكّرتها بميزات الهاتف التي تثبت صدق لوني. أنا على يقين بعقم كلامي على مسامعها في مثل هذه الحالات، ولكنني أحرص في الوقت نفسه ان أسمعها مرافعاتي. والمؤسف في الأمر أنها تسجل مثل هذه الحادثة في قائمتها السوداء التي ستحتاجها في معارك قادمة تفضح من خلالها مشاكساتي التي أكون فيها اخر من يعلم.

في اليوم التالي يخبرني زميلي في العمل أن زوجته تحبه ولكنها تغار !! فزعت إلى خيولي فانفرجت أساريري عندما وجدتها نائمة، ولكن لاحت من بعيد غيمة قاتمة اسمها القائمة السوداء...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى