السبت ٢٨ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
ثلاثية شعرية من حيوانات حدائق البشر
بقلم زكية خيرهم

فراشات وثعابين

ثانية الثلاثية
فراشة تذكرني بأم لم تلدها لي جدتي
فراشة مزركشة
ألوانها
تملق
تسلق
بالاتكال
تحدثك عن الناس بالبهتان
تخطب فيك عن الحب
وتمارس فيك النقيض
تكابد تقاوم
تعاني لعمر شاخ
بوجهين
جميلة فراشتك
يبهرني منظرها
يسحرني ... لكن داخلها
يرعبني
تنفث سما عن كل وردة حطت
ستنتهي عجوزا
من ذلك السواد المحجب
بالألوان
فلتنتظر الخلاص الذي لن يأتي
لا قيمة لقلبي
لا قيمة لحبي
لا قيمة لمن اعتقدت أنه طيفي
لأنني لم أتلطخ أبدا
بمرض الاختلال
 
****
قرأت قصيدتكما
لن يقرأها أحد سواي
فمشى الحزن أمامي
ومشى الجرح ورائي
قصيدة على وزن بغاء
تتباهى عهرا بعفاف
ومشيت في طريقي
داعسة عليها بحذائي
جالسني ..
شاركني سيجارتي ،
وكوب الشاي
وكل ما ضج في داخلي
من حيره
سألته :
لماذا كنت تنتظرها خلف الباب
بلا جدوى ....
استغرب بشدة
زمني متخم بالحروب
انتظر الغد
وهي بلا جدوى
تركتني فوق شطآن أوجاعي
أكتب كلماتي الأخيرة
 
****
لوحة
وقف بقربي
يتأملني لم يفهم شيئا
لمس إطار لوحتي
لم يفهم شيئا
لمس شفتي
حدق في عيني
لم يفهم شيئا
ابتعد
اقترب
غادر دون أن يفهم شيئا
وأنا أتتبع فشل
خطواته
وأبتسم في حزن
 
****
مدينة محاصره
يحيطها جدار
ومدينة تحتضر
في الليل والنهار ..
ومدينة تنتظر
رحمة من جبار ..
و أخرى تعاني مخاض ولادة
والجنين ولد في الظلام
... يترقب النهار
 
كلامنا خطب
في المنابر الرنانة
أصواتنا مرفوعة
لآذان الشيطنة
والحق يحارب
مستأصلا بالمقصلة
 
وجعي يتكلم
 
من ...؟
أيعقل ذلك ...؟
هناك جسور وليس واحد
من أخبرك أن العائد خائب
من قال لك أن العائد بعينك عالق
نفث العائد دخانا من غير توقف
واستمع لاحتفائك الزائف
يصغي لصمت لومك
و أنا أعتذر عن صلبك
عن خدش أوقعته في روحي
أعتذر
عن أحزان العالم التي أسقيتني
أعتذر
لبون .... للوم حاد ... لإساءة .... لظلم
لشكواكم ...لجرمكم
لجرحكم مازال في القلب قائم
عائد يتكلم ...
لم يخجل ...ّ!!!
سيتكلم ...
تكلموا كما يفعل ...
لكن لا تطعنوا فيه من الخلف فقد تألم
 
مقعد يتكلم
يجلس عليّ بهدوء
يبحث من فوقي عن رأسه
مساميري تؤلمه
جماد أنا ... لا أحس ...
أنسيت ...؟
احترق كما شئت .....
ولتحترق مدنك كلها ....
وليمت من يشاء
يؤلمك استسلامي
لما حملت من أرطال
وقاحة مترهلة
على روحي قبعت
على راحتي حطت
كتمت صراخي
أنا مقعد
جسد بلا روح
صلبته
يوما على يديك
 
في مدينته الصغيرة ،
حدثني يقول:
صغيرا كنت اجلس في حجر جدتي ...
يتملكني الخوف والحيرة
وهو يسمع حكاياها ....
عن الجن والموت ...
الذي لا يزور إلا العجائز ....
حكت له قصة " حسن"
الذي قتل طعنا ...
بسكاكينه ...
دمه ضاع ....
بسكينة أخفى فيها سمه ....
قصته باقية ...
ترويها العجائز عبرة لنفس ....
من نفسها لم تحاذر
 
****
بعدها بعام
يرجع حسن
يحدثني
عن حرب قد اشتعلت
سببها امرأة
هكذا أخبرته جدته
يقول: ..
زار مدينته أول تابوت ،
مسجى فيه طالب
شاب لم يمضي على زواجه
سوى أسابيع
حزينة باتت ليلتها
مدينتنا الصغيرة" "
قالت جدته المفجوعة
وكلها "غضب"
عن عرس ما كان أن يكون
كان الحزن يخنق فيها
أي صوت ،
لم تعطه أية اجابة
سوى للموت كما للحياة
أسبابه ،
وحكت له ليلتها
عما أماتها
تتوسله
عن عمرها الذي قتله
الطاغوت
بضرب وشتم
وعندما صلبها
تزوج غيرها
بكى حسن .... ومازال يبكي ..
وهو يروي حكاية
عن فراشة
مزركشة
تحوم وحيدة
من عنوسة ووحدة
تبكي خوفها
وعن عرسه المزعوم
يجيؤه ذلك الصوت
صوت جدته
وهي تكمل آخر الحكاية
قتلتك ....يا حسن ...
لأنك جاهرت بحبك
 
****
؟؟؟؟؟
تساءلت كثيرا عن ذلك الذئب ؟
ذئب غابة الحيوان أم غابة الإنسان ؟
أجابوني كلهم ذئاب
من فصيلة واحدة
 
****
تواضعت تنازلت أعتذرت
لذنب اقترفوه
وظلوا في اتهامي
وجرحي ما زال ينزف
ألم لسعتهم
ثانية الثلاثية

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى