الاثنين ٦ شباط (فبراير) ٢٠١٢
بقلم
في رثاء أم الشاعرة فوزية شاهين
يا حرقةً قد أُشعلتْ كـم تعصـفُ | يا فجعةً في القلبِ باتـتْ تجـرفُ |
كم ذا تحاولُ صحبتي زجرَ النُّهى | والدمعُ يجري في الخدودِ يُعَنِّـفُ |
آليـتُ ألا أستبـيـح مواجـعـي | فرَقا علـى أمٍّ نعاهـا المصحـف |
لكنّ بـي شوقًـا إليهـا هزّنـي | من لمحةٍ عَرَضَتْ وصوتٍ يهتـف |
فكأننـي ورد علـى لَمَساتـهـا | يصحو وبَعْدَ البُعدِ عنهـا يُقطـفُ |
وكأنّ هذا الأفقَ في عينـي دجًـى | فيه المطامحُ والكواكـبُ تُكسـفُ |
أُمّاه يا حضنًـا يغيـبُ بخافقـي | إني أرِقُّ إلـى سكـونٍ يُسْعِـفُ |
وأبيتُ أستجدي الوصالَ حمامـةً | حامتْ على قبرِ النجـومِ ترفـرفُ |
أبكي سويداءَ الفـؤادِ كمـا بكـى | يعقوبُ لمّا غـابَ عنـهُ يوسـفُ |
وأتوقُ للفجـرِ المبيـنِ بجبهـةٍ | كان ارتقائي من رؤاهـا يغـرفُ |
إنّـي بـلا دفءِ الـذراعِ كطائـرٍ | في دُجْيَةٍ تحتَ الزوابـعِ يرجـفُ |
آهٍ فديـتُ الصـوتَ فيـكِ مرتّـلًا | والقلبَ معتكِفًـا ودمعًـا يـذرِفُ |
والمطمحُ العلـويُّ فيـكِ مُجَنَّحًـا | فـي حكمـةٍ والعابـد المتلهِّـفُ |
إنّـي بروضتِـكِ المـديـدةِ وردةٌ | تبقى على ذكرى المشاعرِ تعكُـفُ |
يا ربُّ هذا البحـرُ خيـرُ وديعـةٍ | لي عند بابكَ يـا كريمـا يَعْطِـفُ |
يا أختُ كان اللهُ في عونِ النـدى | في أيِّ روضٍ بعد أمـكِ يَخْلُـفُ |
وبأيِّ عزم تُقبليـنَ علـى الحيـا | ة وحيـدةً وبـأيِّ عيـنٍ تَطْـرفُ |
وبأيِّ بحـرٍ تَمْخُريـنَ وهـذه ال | أنواءُ في كلِّ المسالـكِ تَعْصِـفُ |
يا أختُ ربُّكِ خيـرُ مَـنْ أبقيتِـهِ | هو من يجير لدى المُصابِ ويلطفُ |
واللهُ يسمـعُ كـلَّ نأمـة ناحـبٍ | وله القلوب على السكينة تهتـفُ |
فتجمّلـي بالصبـر إنـا كلـنـا | في ذات يـوم للقبـور سندلِـفُ |
وليرحـم الله العبـاد جميعـهـم | وليشف قلبك من جـراح تنـزفُ |