الاثنين ٦ شباط (فبراير) ٢٠١٢
بقلم أحمد فراج العجمي‎

في رثاء أم الشاعرة فوزية شاهين

يا حرقةً قد أُشعلتْ كـم تعصـفُ يا فجعةً في القلبِ باتـتْ تجـرفُ
كم ذا تحاولُ صحبتي زجرَ النُّهى والدمعُ يجري في الخدودِ يُعَنِّـفُ
آليـتُ ألا أستبـيـح مواجـعـي فرَقا علـى أمٍّ نعاهـا المصحـف
لكنّ بـي شوقًـا إليهـا هزّنـي من لمحةٍ عَرَضَتْ وصوتٍ يهتـف
فكأننـي ورد علـى لَمَساتـهـا يصحو وبَعْدَ البُعدِ عنهـا يُقطـفُ
وكأنّ هذا الأفقَ في عينـي دجًـى فيه المطامحُ والكواكـبُ تُكسـفُ
أُمّاه يا حضنًـا يغيـبُ بخافقـي إني أرِقُّ إلـى سكـونٍ يُسْعِـفُ
وأبيتُ أستجدي الوصالَ حمامـةً حامتْ على قبرِ النجـومِ ترفـرفُ
أبكي سويداءَ الفـؤادِ كمـا بكـى يعقوبُ لمّا غـابَ عنـهُ يوسـفُ
وأتوقُ للفجـرِ المبيـنِ بجبهـةٍ كان ارتقائي من رؤاهـا يغـرفُ
إنّـي بـلا دفءِ الـذراعِ كطائـرٍ في دُجْيَةٍ تحتَ الزوابـعِ يرجـفُ
آهٍ فديـتُ الصـوتَ فيـكِ مرتّـلًا والقلبَ معتكِفًـا ودمعًـا يـذرِفُ
والمطمحُ العلـويُّ فيـكِ مُجَنَّحًـا فـي حكمـةٍ والعابـد المتلهِّـفُ
إنّـي بروضتِـكِ المـديـدةِ وردةٌ تبقى على ذكرى المشاعرِ تعكُـفُ
يا ربُّ هذا البحـرُ خيـرُ وديعـةٍ لي عند بابكَ يـا كريمـا يَعْطِـفُ
يا أختُ كان اللهُ في عونِ النـدى في أيِّ روضٍ بعد أمـكِ يَخْلُـفُ
وبأيِّ عزم تُقبليـنَ علـى الحيـا ة وحيـدةً وبـأيِّ عيـنٍ تَطْـرفُ
وبأيِّ بحـرٍ تَمْخُريـنَ وهـذه ال أنواءُ في كلِّ المسالـكِ تَعْصِـفُ
يا أختُ ربُّكِ خيـرُ مَـنْ أبقيتِـهِ هو من يجير لدى المُصابِ ويلطفُ
واللهُ يسمـعُ كـلَّ نأمـة ناحـبٍ وله القلوب على السكينة تهتـفُ
فتجمّلـي بالصبـر إنـا كلـنـا في ذات يـوم للقبـور سندلِـفُ
وليرحـم الله العبـاد جميعـهـم وليشف قلبك من جـراح تنـزفُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى