الثلاثاء ١٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٩
بقلم عمر سعدي

قـال لـي: اكتُب

قال لي اكتُب لتعرف من تكون
واذهب بعيــداً في شعاع الشمس
هبني فؤادك كي أعيش لساعة أخرى
وزيِّن ذكرياتكَ لتعرف من أنا
ثم ودعني هنـا...
***
اكتُب حكايةَ جرحك المفتوحِ تحت الريح
وامسح خُطاكَ عن التراب المستريح
وانقر بنبضِك كي تعيدَ خطاكَ...
الأرضُ أقرب من فؤادِك، من جبينك، من هواك
وافتح عيونَك للسماء لكي ترى
هل من غُزاةٍ يرجعون إلى الوراء
هل عاد صوتك كي يهز الأرضَ من تحت السماء
***
 
اكتُب لأجلِ حبيبةٍ وقفت أمامكَ كي تبوحَ بحبها
واسمع خطاكَ وأنتَ تمشي كي تبوح بما لديك لأجلها
وامشي على مهلٍ لتوصلك المسافة وحدها
أنتَ الطريق فلا تبالي من حطامٍ فيكَ يختصر الطريق
فاركض لحضن حبيبةٍ تمشي إليكَ بقلبها
أنتَ المدى والأرضُ جسمك
فاركض لحضن حبيبةٍ لا زال ينبض قلبها
أنتَ الصدى والصوت ملككَ
لا، لا تبـالي، سوف تنهار البلاد على يديها
سوف يسكتُ نبضها
سوف يصمت قلبها
***
اكتُب على المرآةِ حُزنك ثم كسِّرها
وبعثـِرها لتنتثر الشظايا في الهواء
اكتب على المرآةِ حُبَّكَ...
اكتب عليها ما تشاء
العينُ أصدق من يرى وجع الحروفِ
فلا تحدق في الزجاج المنكسر
وانظر لنفسك في المرايا كلها
هل ذاكَ أنت أم المرايا لا تراك ؟؟
أنتَ السراب فلا تحدق في المرايا...
لن ترى أحداً هناك
***
اكتب لأجل مدينةٍ غرقت أمام الله
والموت المقدس ينزل رحمة فيهـا
فأنتَ شاطئها ومرساها
وقاتلهـا... ومُنجيـها
اكتب لها، لعلَّ الشمس تشرق في معانيها
اكتب على الأنقاضِ أسماء الضحايا العالقين
تحت الصخورِ هناكَ شعب لا يلين
إن الحجارةَ تدري تمـاماً من تخبئ تحتها
والله غنيٌّ عن العالمين...
***
أمحُ الكلام عن التراب، عن الزجاجِ، عن المرايا
هل كنت تدري بأن شخصاً ما سيقرأ ما كتبت؟!
اكتب وفي وسط السكوتِ اصرخ بوجه النائمين
حتى وإن ذهلوا... وإن فزعوا
وإن ركلوكَ، أو قتلوك أو ضلوا نائمين
أصرخ فأينَ صوتك سوف يذهب يا صديقي
أنتَ تدرك أن صوتَك لم يعد يكفي ليزعجهم
أنت تصرخ دائما
ها هم نيام
لا يهزّون الخصور ليستفيقِ بهم الصدى
أنتَ الصدى يا سيدي
فارمِ الوسادةَ بينهم
وانزع حذائكَ فوقهم
واتركهم ونم...

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى