الخميس ١٠ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم نجاة الزباير

قَصِيدَةٌ كَسَرَتْهَا أَوْزَانُ اُلْهَوَى

مَشَيْتُ فِي دَرْبِ اُلْهَوَى سَبْعَ لَيَالٍ
أُدَخِّنُ تِبْغَ اُلْقَصِيدِ
و أَتَبَعْثَرُ فِي حَالَاتِ اُلْمَاءِ...
 
اُللَّيْلَةُ اُلأُولَى
 
صَبِيَّةً كُنْتُ...
بِضَفِيرَةٍ تَجُرُّ وَهْمَ اُلطُّفُولَةِ
اُسْتَقْبَلَتْنِي أَحْلَامُ اُلْمَدِينَةِ
مِثْلَ بَاِبَلَ تُقَطِّع أَوْصَالَهَا
رَوَتْ لِي هَذَيَانَ اُلصَّبَاحِ
وَاُسْتَسْلَمَتْ لِهَدِيرِ اُلْوَقْتِ.
 
اُلَّليْلَةُ اُلثَّانِيَةُ
كَانَ اُلضَّوْءُ فِي كَفِّي
قَصِيدَةً طَرِيدَةً
وَحِينَ يَطْوِينِي اُلْوَطَنُ خِفْيَةً
بَيْنَ غَمَامِ اُلْكَلَامِ
أَتَصَبَّبُ شَظَايَا لَا تُحْسِنُ اُلْاِنْحِنَاءَ.
 
اُلَّليْلَةُ اُلثَّالِثَةُ
مِنْ هُنَا مَرَّتْ قَافِلَةُ اُلْهَوَى
هَمَسَ فَتىً طَلَعَ مِنْ ثَنَايَا اُلْوَجْدِ
أَظُنُّ أَنِّي قَرَأْتُ لَهُ جَمْرًا
سَأَلْتُهُ: كَيْفَ أَمْضِي ؟
َوزُوَّادَتِي فَارِغَةٌ مِنْ عُشْبِ اُلْمَكْرِ
وَ حِـذَائِي مُمَزَّقٌ
مِنْ هِجْرَةِ اُلْحُرُوفِ فِي أَرْضِ اُلْعِشْقِ
أَمْسَكَ بِظِلِّي وَرَمَاهُ فَوْقَ رَكْبِهِ .
كَانَتِ اُلْجِبَالُ تُغَطِّي ذَوَائِبَ اُلشَّوَارِعِ
وَ كَانَتِ اُلَْأنْهَارُ تَصُبُّ أَقْنِعَتَهَا
أَرْهَقَتْنِي صَهْوَةُ جَوَادِهِ
قُلْتُ: هَلاَ اُسْتَرَحْنَا؟
قَالَ: مِنْ هُنَا مَرَّ اُلَْهَوى .. اُتْبَعِيهِ
نَاشَدْتُهُ اُلْبَقَاءَ مُتَنَكِّرًا فِي بَرْقِي وَرَعْدِي
أَبَى وَتَرَكَنِي أَكْرعُ اُنْتِظَارِي.
 
اُلَّليْلَةُ اُلرَّابِعَةُ
 
كَانَتْ تُنْحَتُ فِي أحَلاَمِي أَوْطَانٌ
تَنْتَعِلُ أَقْدَامَ اُلْقَـمَرِ
تَقُـودُنِي إِلَيْهَا اُمْرَأَةٌ
دُونَ صَوْتٍ.. وَلَا مَلَامِحَ
تَبِعْتُ صَدَاهَا فَاُهْتَدَيْتُ.
 
اُللَّيْلَةُ اُلْخَامِسَةُ
وَجَْدُتُه هُنَاَك ...
يَتَسَاقَطُ مِنْ شِفَاهِ اُلْمَدِينَةِ
 
تَوَقَّفْتُ..
سَلَّمْتُ..
أَبَاحَ لِي اُلصُّعُودَ فِي لُغَاتِهِ
اُسْتَغْرَبْتُ مَدَارَهُ
وَقُلْتُ: "تُرَانِي وَصَلْتُ" ؟
اُللَّيْلَةُ اُلسَّادِسَةُ
قَاَل: اُجْلِسِي
كَانَتْ فِي عَيْنَيْهِ دُرُوبٌ ضَيِّقَةٌ
يُطِلُّ مِنْهَا صَفْصَافٌ حَزِينٌ
كَيْفَ تَرَكْتِ اُلْوَطَنَ ؟ تَسَاءَلَ
- "اُلْأَرْضُ تَلْبَسُ كُلَّ أَشْكَالِ خَرَابِهَا
وَاُلطُّوفَانُ يَجْرِفُ أَحْلَامَ اُلْبُسَطَاءِ" تَنَهَّدْتُ
 
اُلَّليْلَةُ اُلسَّابِعَةُ
كَانَ اُلْفَجْرُ يَجُرُّ نَبْرَةَ صَمْتِهِ
حِينَ حَمَلَتْهُ تَقَاسِيمُ اُلنَّبْضِ نُورًا
يَمْحُو وَيَبْنِي أَسْمَاءَ
تَدَلَّى مِنْ ضَوْضَاءِ اُللَّيْلِ
رَمْـزًا
وَغَابَ فِي مَاءِ اُلْكَشْفِ.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى