السبت ٢٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢
بقلم
كأس النرجس!
نادَيتُ في أُمِّ القُرَى رَبَّـةَ الدَّارِ،فاستَعْجَمَتْ خَيْلُ الحُرُوْفِ على القَاريللهِ، وا قُمْرِيةً هَتَفَتْ في دَمِيْ!ماذا صَنَعْتِ بِشاعِرٍثائِرٍضَاري؟!ما شالُكِ المُـنْـثَالُ مِنْ بارقِ المُنْحَنَى،يُـنْـبـِيْـهِ: أنَّ شِفَاهَهُ حَطَبُ النَّارِ!أو شَعْرُكِ الرَّيَّانُ عِطْرًا بِجُنْحِ الوَنَىيَصُوْغُ عُمْرَ الشَّمسِ في مُهْجَةِ السَّاري!دارتْ عصافيرُ الجَنَى دَوْحَةً،فَانْبَرَىْ يَشْتَـفُّ مِنْ نائِيْ السَّحَاباتِ أَخطاريكالطِّـفْلِ في دِفْءِ الأُمـُـوْمَةِ،ساجيْ النَّـدَى،وَجْهًا نَهَارًا، يَجْـتَـلِيْ اللَّابِسَ العاريو«البَارُ» يَسْعُلُ مُوْمِسًا،خَطْوُها عِطرُها،تَسْقيْ بقِـيْـثَارِ الشَّذَى مِشْعَلَ «البَارِ»يَحْسُو صَبُوحَ الصَّباحاتِ مِنْ صَدْرِها،مِنْ حَلْمَتَيـْها،والضُّحَى نَهْـدُها الدَّاريغَـيْـبًا نَدِيًّا،نابِتًا في يَدَيْ مَرْوَةٍ،والبُخْلُ كَـفُّ النَّـفْسِ، لا كَفُّ أحْجَارِ!*** *غَـنَّى،ويَأْسٌ نازِفٌ مُنْـتَـهَى كَأْسِهِ،ما لم يَقُلْهُ شارِبٌ رَبُّ أَكْدَارِ:النَّرْجِسُ البَرِّيُّ لِيْ،والثَّرَى دَفْتَرِيْ،يا دِيْمَةَ الشُّرفَاتِ، يا رِيْمَ أَشْعارينَـرْجَسْتِ عَـيْنِيْ،والهَوَى في الهوى قاتلي،و البَعْثُ وَجْهُ حَبـِيْـبَـتِيْ/فُلْكُ أَسْرارييا زَهْرَةً تَشْفِيْ ( الزُّهَيْمِرَ )،وَيْلُـمِّها!تَنْسَى رَبِيْعًا شاعِرًا ذاتَ إِزْهارِهل فِيْكِ مِنْ دِيْوَانِ سِحْرِيْ لَـمَى وَرْدَةٍ؟كَلَّا!ولا ما صُغْتِ في رِيْشِ أَسْحَارِي!يا أَيُّهاتِـيْكَ القُرَى،اسْتَـيْـقِظِيْ طِفْلَةً!كَمْ نِمْتِ، يا أنتِ،وكَمْ شَابَ سُمَّاري!قُوْلِيْ، مَتَى،يا جَذْوَةً عُمْرُها جَمْـرُها،تأْتِـيْنَ مِنِّي ؟والمُنـَى جَمْـرُ أَعْماريفي العَـيْنِ مِلْحُ تَساؤُلِيْ!شَفَتِيْ حائِلٌ!دَهْرِيْ يَلُوْكُ على الطَّوَى بِيْدَ أَدْهَارِي!والعاطِلُوْنَ اسْتَعْبَروا في فَمِيْ مَوْطِنيْيا لَلْمَذاقِ المُـرِّ!أَزْرَى بِأَمرَارِي!صاحُوا:«الـبَواشِقُ أَرْسَلَتْ جُوْعَها بَغْـتَـةً!»تَـبًّا . .فَـتَـبًّا للنُّسُوْرِ، سِرْبَ أَعْذَارِ!يا لَلنُّسُوْرِ الكاسِراتِ! ..ويا لِيْ هُنا؟أَنَّى ابتَدَعْتِ، حديقتي، طَيْرَ أَقدَاري؟* * *خُبْزِيْ بِلا خُبْزِيْ،ومائِيْ ظَـمَا دامِعِيْ،والناسُ تَأْكُلُنِيْ وتَشْرَبُنِيْ داري!ما ذُقتَ حتَّى قَطْرَةً مِنْ دَمِيْ، يا فَمِيْ،لا ماءَ، يا هَامَ البَرارِيْ، بِآباري!كُنْتُ الثَّرِيَّ،المُـرْتَجَى طَيْرُهُ في الوَرَى،واليَوْمَكُلُّ ضُيُوفِهِ القَشْعَمُ الضَّارياليَوْمَ،كُلُّ جُيُوشِهِ،سِلْمُهُ كالوَغَى،ذُبَّانُ فاكِهَةٍ ذَوَتْ مُنْذُ أَعْصارِ!تتَساقَطُ الذِّكْرَى على كَاهِلِيْ خُنَّـسًا،رُحْمَاكَ بِـيْ .. باللهِ، يا لَيْلَ تَذْكَاريأَسْرِيْ عَجُوْزًا،دامِسًا ثَـدْيُها،دامِسًا نَهْـدَ الصَّبَاحِ،مُوْغِرًا صَدْرَ أنهارِي!لا تَستطيعُ تَقَـدُّمًا ؛كُسِرَتْ نارُها،لا تَسْتطيعُ تراجُعًا ؛قَشَّ تَـيَّارِودُخَانُها التَّارِيْخُ،والـ«كانَ .. كُـنَّا»- إذا بِالكَهْفِ مَارَ حَنِـيْنُها–تَاجُها الغَارِيتَـبْـكِيْ عَلى ذَهَبِيَّـةِ العَـيْنِ،ما أَطْرَقَتْ بِنْتُ السَّماءِ،تَعُبُّ في شَعْرِها الجَارِيوتَلُوْمُ ما رَقَمَ النَّـهَارُ،أَ لَيْسَتْ تَـرَى يُـتْـمًا بِعَـيْنِ صَباحِها يَقْضِمُ الصَّارِي؟!يا أَيـُّهذا اللَّابِسُ العِشْقَ ثَوْبًا لَـهُ،قُدَّتْ ثِـيَـابُ العاشِقِيْنَ مِنَ النَّارِ!قابَلْـتُـهُ، والجُوْعُ يَأْكُلُـهُ،فَانْطَوَى،ومَكَثْتُ تَأْكُلُنِيْ شُمُوْسِـيْ وأَقْـمَارِيولَرُبَّما اشْتَاقَ الفَـتَى مَوْطِنًا،فاشْتَـكَى- بِسِياطِ قَارِعَةِ اللَّيَالِيْ- لِغَدَّارِ!يا صاحِبِيْ، أَوْجَعْـتَـنـِي..أَحْرُفًا تَرْتَوِي مِنْ كُلِّ غاباتِ الرَّدَى نِسْغَ أَوْتَاريتَجرِيْ سَفِيْنُـكَ ماخِراتٍ ضَنَى أَظْـلُعِيْمَلْأَى بِيَأْجُوْجَ بْنِ مَأْجُوْجَ مِنْ عَارِيثُـرْ كالدُّوَارِ بهامَـتِيْ،شَبَحًا قائِمـًا، يَأْبَى المُـقَامَ،وكُنْ لَـهُ..قُطْبَ تَسْفَارِي!