الاثنين ٨ حزيران (يونيو) ٢٠٠٩
بقلم أحمد وليد زيادة

كالشمعِ أَنتظرُ الزِّيارة

كالشمعِ أَنتظرُ الزِّيارةَ
لسْتُ أدري كم تَبَقَّى للمَسافَةِ
تَحْرِقُ الأبعادُ إبهامي
فأصرُخُ
(مَنْ يَرُدُّ الماءَ في قيظ العيونِ ؟..
وَيَحْرِمُ القلبَ الضَّعيفَ مِنَ التَّبَتُّلِ في مَحاريبِ المَجازِ الحُرِّ)
أفْنَى..
أُصبِحُ الطَّرَفَ البَعيدَ مِنَ الدَّقائقِ
 
والفؤادُ يَصيرُ أضْعَفَ
"رَتِّبِ الكَلِماتِ مِنْ صَيْفٍ إلى صَيْفٍ"
أقولُ لِلَيْلِ تَمُّوزٍ
"بغيرِكَ تَحْتَفِي عَشْتارُ
فيكَ سَيَنْضُجُ العِنَّابُ في شَفَتِي
وَيَرْسُمُ للفَرَاشَةِ زَهْرَةً أُخْرى بِقَلْبٍ أخْضَر
كوني ظِلالاً للجَمِيلَةِ
أرْضِعِيها مِنْ رَحِيقِكِ
كَيْ تُقَيِّدَها الحَلاوَةُ حُرَّةً طَوعاً
 
*** ***
خُذِيني الآنَ للآفاقِ أُغْنِيَةً
وضُمِّيني بِقَدْرِ الحُزْنِ في عَيْنَيَّ ضُمِّيني
نَحِيبٌ لَيْلَكِيٌّ يَذْرِفُ الذِّكْرى
يُحاصِرُها بِلا سَأَمٍ
ويَعْصُرُها
لِيُولَدَ مِنْ مَخاضَتِها المَكانُ
فلا مكان سِوَى عُيونِكِ
لا زمانَ سِوَى الغُرُوبِ على شواطِئِكِ البَعيدَةِ
كلَّ يومٍ يقتُلُ التّذكارُ قلباً..
ثُمَّ يُنْبِتُ آخَرَيْنِ
ويَنْحَني للشَّوْقِ في دَمْعٍ
يُهاجِرُ بينَنا ـ مِنِّي إلَيكِ ـ
"مَنِ المُسافِرُ؟..
أنْتِ...
لَكِنِّي المُصابُ مِنَ الدُّخانِ..
ومِنْ دُوارِ البَحْرِ
هَل كُنْتُ المُسافِرُ؟..
لَستُ أدري...
لَستُ أدري كَمْ تَبَقَّى للمَسافَةِ؟
بَيْدَ أنِّي مُسْرِعٌ
كالشَّمْعِ أنتظِرُ الزِّيارَةَ"
ثُمَّ أصْرُخُ:
"هل أنا صِرْتُ المُسافِرَ....؟
...فلأَكُن"

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى