الاثنين ٦ شباط (فبراير) ٢٠١٢
بقلم
كرة اللهيب
راحوا بسكيـنِ العـدو المُنكَـدِرْ | وقضى الشباب على ضرامٍ مُنفجرْ |
تبكي النجومُ على دماءٍ أُهـدِرتْ | ورأى العدوُّ بمصرنا يومًا يَسُـرْ |
واختارَ شيطانُ الهوى جمهـورَه | وغَدَا يُمزِّق في فـؤادي والقمـرْ |
والملعبُ الظمآنُ للنورِ، ارتـوى | بدمِ الشبابِ وغابَ في الظمأِ الأَمَرْ |
كُرةُ اللهيبِ على أكـفِّ شبابنـا | تغتالُهم حولي وما ابتـدرَ الخَفَـرْ |
لم يكفِهم هـذا الظـلامُ فأطفـؤوا | شمعاتِنـا والليـلُ حلـمٌ منكسِـرْ |
ربطوا على هذي العيون وأذهلوا | عنا ضميرَ الجندِ فارتبكَ السهـرْ |
فبأيِّ شعرٍ قد أبوح وفـي فمـي | مرُّ الكـلامِ مُجلجـلٌ لا يستقـرْ |
وبأيِّ قلبٍ إنْ دُعيـتُ أزورُهـم | والقلبُ من هولٍ كنجْـمٍ مُنقَعِـرْ |
الخابطون على الظلام يسوؤُهـم | أن يشهدوا مصرَ استنار لها قمَرْ |
أو أنّ هـذا البرلمـانَ يقـودُهـا | نحو الأمانِ على فضاءٍ مستعـرْ |
فغدوْا يدسُّـون السمـومَ بنيلِنـا | والشعبُ عَبَّ مرارةَ الحقدِ العكِرْ |
وأراقَ هذا الزورُ مِـن زهراتنـا | سبعين فجرًا، يا دُجىً: أينَ المفرْ؟ |
ماذا أقـولُ لأمِّهِـم أم مـا أقـو | لُ لصبحِنا، أم ما يخبئُـه القـدرْ؟ |
يـا أمُّ لا نـدري أقاتلُنـا هـنـا | أم غاب في هذا الظلام المستتِـرْ |
أهو انفلاتُ الوهمِ أم ظـلُّ الخفـا | ءِ يدٌ تعيثُ بها خيالاتُ الصـورْ |
فالمجرم الخافي يرا نـا لا نـرا | هُ فأمرُهُ يخفى على كـلِّ البشـرْ |
فاستعـوضـي اللهَ ولا تتألّـمـي | فلقـد منحنـاهُ جـوازًا للسـفـرْ |
ولقد منحنـاكِ العـذابَ لتأخـذي | فيهِ وسامًا، يا لَطيـبِ المفتخَـرْ |
يا مصر لا تترددي حثي الخطى | هيّا انهضي، لا تتركي دمنا هـدَرْ |
قومي احضنيني هدئيني قبل مـا | يضع الفراق عليّ أوراق الشجـرْ |