الثلاثاء ١٤ نيسان (أبريل) ٢٠٠٩
بقلم شفيق حبيب

لغتنا الهزيله

* كم كنا مولعين بسماع برنامج”لغتنا الجميلة”من إذاعة القاهرة من إعداد وتقديم الإذاعي اللامع/ صاحب الصوت المميز الشاعر فاروق شوشه وذلك يوم كان للكلمة وقعُها وإيقاعُها الشعري المُمَوْسَق في الأذن العربية المرهفة... كان ذلك زمنَ الكلمةِ الجميل.

* والعلمُ كما قال من سبَقنا: نعمة ٌ ونقمة...

* أتساءل أحيانا وأنا أقرأ هذا السيل العرم مما تفيض به قرائح أرباع وأخماس المتعلمين الذين يشبعوننا من إفرازاتهم اللغوية الشائهة على مواقع الإنترنيت (ألشبكة الإلكترونية الدولية):
أتساءل: هل لغتنا على طريق الضياع؟؟؟

* ما يثير الإشمئزاز والتقزز أن المراقب اللغوي غاب عن الساحة سواء في الصحافة أو الفضائيات والإذاعات أو المواقع الإلكترونية التي تفتح فخذيها لكل عابر ٍ دخيل.

* بعض الفضائيات تكتب في مستهل مسلسلاتها: منفذوا وفنيّوا (بدل منفذو وفنيو) الإضاءة.. إقتداءً بالفعل الماضي: نفذوا أو الفعل المضارع المجزوم والمنصوب للجماعة مثل:
لم يُنفذوا أو لن يُنفذوا.. فهذه الألف بعد الواو لا تدخل على جمع المذكر السالم في حال الإضافة يا عرب!!
كذلك فإن نرجو ونصبو ونعدو لا تدخل عليها الألف كما ترد في مقالات الكثيرين.
* وبعض الشعراء يكتبون: فوق يداي بدل يديّ وعلى عيناي بدل عينيّ.. وأخطاء لغوية أخرى يهتز لها سيبويه وأبو الأسود الدؤلي في منفاهما الأبدي.

* أما جريدة الأهرام المصرية فتنشر يوميا على صفحتها الأولى ضمن مربع
بارز:
(مشتركي - بدل مشتركو - أهرام أون لاين).

* لا أدري إلى أي حدّ يستطيع محرر موقع إلكتروني ما ، أن يتدخل فنيا بتصليح النص الوارد إلى موقعه لغويا هذا إذا أجاد هو نفسه العربية نحوَها وصرفها وخباياها البلاغية...

* إذا كنتَ عاشقا للغتك فأنصحك ألا تقرأ التعليقات على بعض المواد المنشورة على بعض مواقع الإنترنيت – خاصّة ً المحلية - خوفا عليك من نوبة قلبية أو نوبة صَرَع...

* قرأت على بعض المواقع:

* موفئين أي موفقين
* أنا حلو لحوب أي أنا حلوٌ للحب
* يئلب أي يقلب
* بتوفيق أي بالتوفيق
* بلعون أي بالعون
* نشاله أي إن شاء الله
* المئمنون أي المؤمنون
* منضر أي منظر
* ئرف إلي هو ئارفِك أي قرف يقرفِك
* ئال أي قال
* مَرَطو أي إمرأته
* هاض أي هذا
* عليشِنْ بطشِن ْ أي على ماذا يطفون
* نحنا ناس ئليلة العئل أي نحن أناس قليلو العقل..

* إن معظم كتابنا هنا وفي العالم العربي يكتبون: عامود بدل عمود..كما يكتبون
خاروف بدل خروف.. وكتابة الهمزة هي أم المشاكل في كتاباتهم الصحفية والإبداعية..

* أما تشويه كتابة الأسماء فحدِّثْ ولا حرج وخاصة لدى الفنانات:

لقد ورد في القرآن الكريم اسم مريم بهذا الشكل المذكور فكيف أصبح: ميريام؟؟
وكيف تحول اسم: رُلى إلى رولا؟؟ واسم رهام إلى ريهام؟؟ واسم ساره أصبح سارا وضرغام أصبح درغام وقس على ذلك الكثير...

فهل هذا ضربٌ من التحديث اللغوي؟؟؟؟

* إن استخدام الإنترنت من قِبَل الذين لا يجيدون الفصحى كارثة ٌ على لغتنا العربية
فهل ستكون لنا لغة عربية جديدة بين الفصحى والعامية؟ لا أظن.. لأن ذلك
سيوقعنا بحقول ألغام اللهجات العربية كاللهجة المغربية أو الجزائرية
أو اللهجة النبطية التي أصبح لها شعراؤها وأدباؤها....

* شعبٌ لا يُجيد أبسط قواعد لغتِه هو شعبٌ مهزوزٌ فكريا وثقافيا واجتماعيا...

*** كان الله بعونك ِ يا لغتنا الجميلة!!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى