الخميس ١٣ أيار (مايو) ٢٠١٠
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

لمرضى السكر

يعتبر مرض السكر من أكثر الأمراض انتشارا فى الأعوام الأخيرة.. وفى هذا التحقيق نتعرف على المزيد.
تقول أ. د. إيناس شلتوت أستاذة الأمراض الباطنة بكلية طب القصر العينى : فى الأعوام الأخيرة يعتبر مرض السكر من الأمراض الأكثر انتشارا وخاصة بين كبار السن وبحلول عام 2030 سيزداد عدد المصابين بمرض السكر بعد سن الستين بنسبة 33.6 % وتصل نسبة الإصابة بالسكر عند سن الخامسة والسبعين إلى 20 % وقد يظهر مرض السكر عند كبار السن لأول مرة على شكل التهابات بسيطة ولكن يصعب السيطرة عليها وقد يظهر على شكل عدم التحكم فى عملية التبول.. هذا ويزيد مرض السكر من نسبة الإصابة باضطرابات الذاكرة إلى ثلاثة أضعاف الأشخاص المسنين الغير مصابين بمرض السكر كما تزداد نسبة الإصابة بالاكتئاب واحتمالات كسور الحوض واضطرابات الحركة.. أيضا تزداد خطورة بعض مضاعفات مرض السكر بعد سن الستين مثل الإصابة بغيبوبة السكر الكيتونية وغير الكيتونية خاصة فى حالة وجود التهابات رئوية أو إصابات القلب والشرايين.. كذلك يعتبر مرضى السكر من المسنين أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الأعصاب الطرفية واضطرابات وظائف الكليتين وارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية فى الدم وبالتالى تكثر الإصابة بالالتهاب والعدوى خاصة عدوى الدرن والتهابات الجهاز البولى والأذنين والإصابة بالفطريات.

وعن العلاج تقول أ. د. إيناس شلتوت : بالنسبة لعلاج مرضى السكر من المسنين فهناك فريق من الأطباء ينصح بضبط مستوى السكر فى الدم بشكل مقارب لمستواه فى الأشخاص الطبيعيين وان يتراوح معدل السكر الصائم فى الدم حول 110 ملليجرامات وألا تزيد نسبة الهيموجلوبين السكرى عن 7 % وهناك فريق أخر من الأطباء يوصى بالسماح بالارتفاع بنسبة السكر فى الدم بعد ساعتين من الأكل إلى 200 ملليجرام.. وبرغم الاختلاف فان اختيار الطبيب المعالج لنوع العلاج يتوقف على المشكلات الصحية المصاحبة لمرض السكر.

وتضيف أ. د. إيناس شلتوت أستاذة الأمراض الباطنة بكلية طب القصر العينى : بالنسبة للعلاج الدوائى فغالبا مانعتمد فى علاج المسنين على الأقراص الخاصة بالسكر من مجموعة السلفونيل يوريا ويفضل الابتعاد عن الأنواع القوية طويلة المفعول حتى لايصاب المريض بنقص السكر فى الدم والذى يحدث غالبا فى كبار السن بدون إنذار كما لايفضل تناول بعض أنواع أدوية السكر التى تؤدى الى مضاعفات على الكبد او الكليتين.. أما حقن الأنسولين فإذا لزم إعطائها فيجب استخدامها تحت الإشراف العائلى حتى لايحدث خطا فى الجرعة إذا مانتاولها المريض بنفسه بسبب قصور الرؤية او عدم قدرة المسن على إعطاء الحقنة لنفسه بسبب مشاكل فى الحركة او تيبس المفاصل.

وعن النظام الغذائى للمسنين تقول أ. د. إيناس شلتوت : دائما مايصعب الالتزام بالنظام الغذائى عند المسنين لصعوبة تغيير العادات الغذائية عند كبار السن أو ضعف حاسة التذوق وصعوبة الحركة لتحضير الطعام وقد يتطلب الأمر إعطاء المريض بعض الفيتامينات والمعادن فى حالة نقص عدد السعرات الحرارية التى يتناولها المريض عن ألف سعر حرارى يوميا.

وننصح كبار السن بممارسة الرياضة التى تؤدى إلى زيادة درجة اللياقة البدنية ونقص مستوى السكر وانخفاض ضغط الدم ومستوى الدهون فى الدم..ويجب الحذر من التعرض لنوبات هبوط السكر أو بعض المضاعفات على القلب أو احتمالات حدوث إصابة للقدمين أو كسور فى العظام.

وعن مرض السكر والتهاب الأعصاب الطرفية يقول أ. د. رجائى هنرى أستاذ ورئيس قسم الأمراض الباطنة الأسبق بكلية الطب جامعة المنصورة : يعتبر التهاب الأعصاب الطرفية من أكثر مضاعفات مرض السكر شيوعا حيث يعانى مايقرب من نصف المصابين بمرض السكر بتلف فى الأعصاب الطرفية فى مرحلة من مراحل حياتهم ويحدث فى صورة تنميل وتخدير وشكة ووخز أو إحساس بالكهرباء وقد يستمر لفترات طويلة مما يؤثر سلبا على حياة مريض السكر.

ويضيف أ. د. رجائى هنرى : تحدث الآلام العصبية التى يعانى منها المصابون بداء السكر نتيجة تلف الأعصاب الذى يحدث نتيجة وصول نسبة السكر بالدم إلى مستويات عالية والتى تضر جدران الأوعية الدموية المغذية للأعصاب حيث ترسل الأعصاب التالفة إشارات متلاحقة إلى كافة أنحاء الجسم مسببة الشعور بالآم حادة.. وتهدف خطة العلاج فى حالات التهاب الأعصاب الطرفية إلى التحكم فى نسبة السكر فى الدم لإبقائها فى معدلاتها الطبيعية وتعويض النقص فى بعض الفيتامينات خاصة فيتامين ب 12 الضرورى لعمليات الايض بالخلايا العصبية وقد يفيد استعمال المسكنات فى حالات الألم الشديد.

وعن مرض السكر والحمل يقول أ. د. عمرو عبد الوهاب أستاذ الأمراض الباطنة العامة والسكر بكلية الطب جامعة المنيا : خلال الحمل الطبيعى تحدث العديد من التغيرات الفسيولوجية التى تؤثر على مستويات السكر فى الدم مثل تباطؤ إفراغ المعدة وزيادة إفراز الجلوكوز فى الجسم ومقاومة الخلايا للأنسولين ويتشابه سكر الحمل مع النوع الثانى من مرض السكر فى ضعف استجابة انسجة الجسم لمفعول الانسولين ويعانى حوالى 2 : 5 % من الحوامل من هذا المرض ولكنه يختفى أو تتحسن حالة الأم بعد الولادة.

ويضيف : يمكن الشفاء من سكر الحوامل بصورة نهائية ولكنه يتطلب مراقبة طبية دقيقة أثناء فترة الحمل ولكن حوالى 20 : 50 % من الأمهات اللاتى عانين من سكر الحوامل يمكن أن يصابوا بالنوع الثانى فى مراحل لاحقة من حياتهم سواء كانت المرأة حاملا وتعانى من مرض السكر أو تطور مرض السكر أثناء الحمل.

وأشار : يمكن أن يؤدى ذلك إلى العديد من المضاعفات على الأم الحامل والجنين.. ومن المخاطر التى قد تتعرض لها الأم : الولادة المبكرة واضطراب مستويات السكر فى الدم.. مثال انخفاض نسبة السكر بالدم.. التى يمكن ان تحدث دون إنذار كما تصاب بمضاعفات عديدة أثناء الولادة.. ومن المخاطر التى قد يتعرض لها الجنين : تضخم جسم الجنين وتشوهات فى القلب والجهاز العصبى المركزى والجهاز الهيكلى.. هذا وبسبب زيادة نسبة الأنسولين فى الجنين فان المادة التى تبطن الحويصلات الهوائية للرئة لاتتكون مما يؤدى إلى ضيق التنفس لحديثى الولادة.. وفى الحالات الخطيرة يمكن ان يموت الجنين قبل الولادة ويحدث ذلك فى معظم الحالات نتيجة قلة التغذية عبر المشيمة بسبب ضعف الأوعية الدموية.. ومن المهم أن تعتنى السيدة الحامل بضبط مستوى السكر فى الدم للوقاية من المضاعفات العديدة للام او الجنين.

وعن القدم السكرى قال أ. د. رأفت رشوان أستاذ الأمراض الباطنة والغدد الصماء بكلية الطب جامعة القاهرة : يؤدى تلف الأعصاب المصاحب لمضاعفات مرض السكر إلى فقد الإحساس بوضع القدم أثناء الوقوف والمشى مما يجعل القدم تتخذ أوضاع غريبة لعدم معرفة المخ بوضعها أصلا فيشعر المريض بانه يسير على الماء أو القطن فتختل خطواته وقد يقع ويصاب.. وأحيانا يضغط بشدة على الأرض ليتأكد من خطوته ويتسبب الضغط الزائد لفترات طويلة فى حدوث زيادة فى سمك الجلد مع موت الأنسجة العميقة تحته مما يؤدى فى النهاية الى تشققه ليفتح الطريق أمام العدوى الميكروبية لتتسلل إلى الأنسجة العميقة من خلال القرح وقد ينتشر الالتهاب فى الأنسجة العميقة مهددا العضلات والأوتار والعظام.. أما الفقاعات التى تتكون على الجلد الرقيق فقد تتحول إلى خراريج إذا تسللت الميكروبات إلى السائل الموجود داخلها وقد تنفجر أو تتهتك أو يقوم احدهم بقصها مما ينتج عنه قروح.

ويقول أيضا قال أ. د. رأفت رشوان أستاذ الأمراض الباطنة والغدد الصماء بكلية الطب جامعة القاهرة : يبدأ الضغط على باطن القدم فى التزايد بصورة اكبر من المعدلات الطبيعية أثناء الوقوف والمشى وبخاصة أسفل مقدمة القدم.. يحدث ذلك بسبب عدم إحساس المريض بالضغط على الجلد ويستمر تعرض نفس النقاط للضغوط العالية لفترات طويلة مما قد يؤدى فى النهاية لحدوث قرح وهى ماتسمى بالقدم السكرى.

وعلى مريض السكر العناية بالقدمين من خلال الوقاية من حدوث الجروح أو المشى عليها لفترة طويلة خاصة على الأرض الغير مستوية وأيضا عدم غسل القدم بماء ساخن أو بارد جدا بل بالماء الفاتر مع تجفيفها جيدا وأيضا العناية بما بين أصابع القدم وتدليك القدمين والساقين من وقت لأخر مع عدم غمر القدم فى الماء لمدة طويلة.

أيضا من المهم تقليم أظافر القدمين بعناية على شكل مستقيم وعرضى وتجنب ترك حافة حادة وفى حالة حدوث التهابات يجب تناول المضادات الحيوية واستخدام مراهم لتجفيف الجرح إلى جانب إرجاع معدل السكر لوضع مقبول أى لايزيد عن 130 مللجم للصائم صباحا.. ويجب أيضا عمد استخدام رباط لاصق على القدمين ويفضل استخدام الجوارب القطنية أو الصوفية والأحذية المريحة للقدمين المصنوعة من مادة طرية والكبيرة عن الحجم المعتاد.

والجدير بالذكر أن وعى المريض لحقيقة مرض السكر هو أساس العلاج ومن ثم فعليه اتباع الحمية الغذائية وممارسة الرياضة والوصول الى الوزن المثالى تدريجيا والذى يحسب بطريقة تقريبية وهى:

طول القامة بالسنتيمتر ويطرح منها 103 كجم للرجال أو 105 كجم للنساء.. والطبيب هو الذى يحدد الوزن المثالى للمريض بحسب العمر والجنس والطول والوزن وطبيعة العمل ونوع مرض السكر.

أيضا على مريض السكر المشى يوميا لمدة نصف ساعة لمرتين او استعمال الدراجة الثابتة فى المنزل أو القيام بحركات جسمانية لمدة ربع ساعة لمرتين على مدار اليوم فهذا يساعد على خفض نسبة السكر فى الدم كما يفضل أخذ كوب كبير من الماء قبل الطعام أو شرب لتر ونصف اللتر من الماء يوميا ويجب أيضا وزن الجسم وتسجيله أسبوعيا ويكون تناول الطعام فى أوقات محددة وفقا لنظام الوجبات اليومية مع الإكثار من المواد التى تكثر فيها الخضروات.
 


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى