الأحد ٢٤ نيسان (أبريل) ٢٠١١
بقلم محمود محمد أسد

لو نلتقي..

هلاّ قرأْتَ مشاعري و مواجعي؟
يا غائباً لم تبقَ فيكَ مناهِلٌ تترقرقُ..
أغرقْتَهُمْ بالوعْدِ،
و النّظراتُ منكَ سهامُها في أضلعي..
هلاّ رأيْتَ مدامعَ الأطفالِ.؟
أمْسَتْ مَجْمَراً في نارِها نتبرَّدُ..
تمشي إليكَ و أنتَ ريحٌ صَرْصَرُ..
مهلاً، إذا شِئْتَ استماعاً.
فالصَّدى وَجَعٌ على الأهدابِ،
نجوى تَصْعَقُ..
لكنَّها في خوفها تتدثَّرُ..
تلك الدروبُ ملامِحُ الإعياءِ فيها،
ثوبُها نارٌ و جوعٌ مُفجِعُ..
ـ ـ ـ
يا حاضِراً سكنَتْ جيوشُكَ كلَّ أوردتي
و نامَتْ في الدفاترِ و المتاحفِ و الرّدى..
قد شَوَّهَتْ أسماءَ مَنْ أحبَبْتهُمْ
هيَ تسرقُ الأحلامَ و الأطيارَ
من قلبِ الطّفولةِ،
في الغوايةِ تبدعُ...
و أنا الذي في القاعِ أركنُ،
يُسْتَباحُ الحلمُ فيَّ و يُهْرَقُ..
يا مُضْغةَ الثّكلى تلوكُ رداءَها
يا رجفةَ الأمواجِ تَضْفُرُ حزننا
هذا الصباحُ مُلَعْثَمٌ
نامي و لا تتوعَّكي
قومي و لا تتفكَّري
يا فسحةَ المشتاقِ
و المشتاقُ مسلوبٌ و نحنُ نُغَرِّدُ..
الشّوقُ مفتاحٌ و بابُ الشّوقِ موصودٌ
فأنَّى يُفْتَحُ..؟
ـ ـ ـ
عيني على مزقِ الأحبَّةِ مَرْصَدٌ
و المبحرونَ إلى الضّياعِ تنسَّكوا
قد عُمِّدوا بالنّارِ،
و النّارُ التي أوقَدْتُها هَلْ تُخْمَدُ..؟
مَنْ يوقِدُ الميعادَ، يَبْعَثُ ريحَهُ؟
مَنْ يوقظُ الأزهارَ يُحْيي دَرْبَها؟
فالحقُّ صارَ لسانُهُ في قبضةِ السجَّانِ،
أمسى أبكما.
لو نلتقي في ساحةِ الحلمِ النديِّ
و ليتنا من زهركمْ نَتَنَشَّقُ...
لو نَجْمَعُ الأطيافَ كي تسعى بنا
لرياضِ حبٍّ تعبقُ..
فهناكَ نغسِلُ ما تبقّى مِنْ صَدَأْ..
و هُناك نَسْتَلُّ المُدى
مِنْ سقسقاتِ الجارية..
لبدايةِ الإنعاشِ أُطْلِقُ آهتي
هَلْ تُدْركونَ الأمرَ
فالآهاتُ صارَتْ مقبرةْ..
ـ ـ ـ
هَلْ تمسحونَ الحقدَ، فالأهدابُ تبحرُ
للمسافاتِ النّاصعه..
هي بُرْهَةٌ مخزونةٌ
سُرِقَتْ من الوقتِ العصِيِّ
فأُسْرِجَتْ للحالكاتِ المفزعةْ..
لو نلتقي في مَلْعَبِ الإصغاءِ
نقبض صَمْتَنا و نُفكِّرُ..
لو نلتقي حولَ الموائدِ، نُشْعِلُ الأفكارَ
نَسْبَحُ في الخلافِ
و في السّعيرِ نُدَغْدِغُ القرطاسَ و الأقوالَ
ثمَّ نُطَفِّئ النّيرانَ حولَ المائده..
نجوايَ بحرٌ و المراكبُ أمنياتٌ تَمْخُرُ..
لو نلتقي..
لو نلتقي..
لو نلتقي.. روضُ الحوارِ أيُزْهِرُ؟!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى