الاثنين ٤ آب (أغسطس) ٢٠٠٨
بقلم توفيق الحاج

مانخوليا

إهداء: إلى جنون الأحداث الأخيرة من تفجيرات وممارسات

كتب "ببدبا "الفيلسوف في كتاب العصر المخسوف والذي وجده الأعمى البصير صدفة مهملا..ممزقا في مطبخ وزير البلاط "متلوف"..بين اكوام من البصل والثوم والملفوف..!!

قال "بيدبا " لدبشليم الملك في باب عاقبة الانقسام على المحكومين والحكام بعد تقديم فروض الطاعة والسلام

"يحكى يا مولاي في سالف العصر والأوان.. أن ملك المنافي "همام" شاء له ملك الملوك بعد طول حرمان أن يحكم كما ملوك العربان قي بلاد قريبة بعيدة..حزينة..سعيدة،ثم وافاه الأجل..مسموما وعلى عجل،تاركا خلفه أميرين أعورين..!! من محظيتين ناشزتين..!! فورث الأميران عن أبيهما الملك زهو الهيلمان وحب السلطان وعن أميهما كيد الضرائر، ودس القيان..

فكان من الطبيعي ومنذ الطفولة أن يكره الامير "شاهين" أعور اليمين أخاه الامير "سربال" أعور الشمال والعكس صحيح..!!

وبعد وفاه الملك الأب "همام " كما سلف دب بين الأميرين التنازع على العرش واندلعت نار التناحر والخصام وزاد من شقة الصراع بينهما أفاعيل اللئام..!!

وقد ذهب بين سيفيهما من العوام من ذهب سعيا الى زهو الممالك وأكوام الذهب..!!

ويقال يامولاي ان الأميرين والملك همام قد شربا في يوم من الايام بوصية من الكاهن "ميمون" من ماء نبع مسكون يصيب كل من يشرب منه بهوس العظمة والجنون..!!

من هنا علل الوراقون ما كان وما يكون،وكيف صار قطف الرؤوس أمتع عند الأميرين من حلق الذقون.. ذاك بالشمال وهذا باليمين

وسط تهليل المدائح من غلاة المنافقين وشرار التابعين..!!

وكان من العجب العجيب والغريب والمريب أن الأميرين الأخوين اللدودين كانا يحسنان خارج النواحي والمهاجر لين اللفظ ومعسول الحناجر ويعرضان البضاعة كما قي المتاجر وفي خفاء الدار يتقنان طعن الظهور بالخناجر..!!

وقد نسيا أو تناسيا أن على المقربة وحش الأساطير "عتربة" بأربع عيون وست أياد ضاربة..!!

لا يفرق بين الرؤوس والتيوس تحت الأنياب والضروس.. ويروي أحد الوراقين في كتاب السر المكين أن الأجداد صادفوا ذات بوم بيضة زرقاء غريبة الشكل فحملوها إلى ملك البلاد ليأخذه الإشفاق والعجب وأمر بطواشي البلاط أن يرقدوا عليها بالتوالي كالدجاج،فيما لم يبد السحرة والقضاة أي احتجاج..!!

فقست البيضة بعد أعوام وخرج منها مخلوق عجيب الهيئة والقوام بدا أليفا للساذجين وبدا مريبا للعارفين..!!

إلى أن كبر فطهرت له الأنياب وقست مخالبه الصعاب وبدت للعيان شراسته وهو يلتهم البشر والشجر والتراب وهنا هرب الولاة والسلطان فقاومت بما تيسر بقية الفرسان والغلمان ولكن بعد فوات الأوان..!!

لم يبق بعدئذ من سلطنة الملك همام إلا ثغران صغيران تفرد في كل منهما أمير من الأميرين، لما رفض كليهما النصح والمشورة بوحدة ما تبقى من البلاد المستورة..!!

فكان الأمير شاهين أعور اليمين يأمر بسجن كل من يضبط متلبسا باستعمال بده اليمين..!! وكذلك الأمير جلال أعور الشمال يأمر عسسه وتابعيه بسجن كل من بستعمل يده الشمال..!!

ضجت الرعية وأحست لشر البلية فعم الجوع والبلاء وساد القهر والغلاء وقد فشا بين الناس سر ماء النبع المسكون..فذهبوا بعد طول صبر ورجاء وعبوا عبا من من ذلك الماء ليجدوا أن الجنون أفضل من عقل يهرول للوراء..فلا حاجة للاندهاش أو العجب عندما ينقلب ا لمنطق إلى رطب..!!

إلى هنا انتهى كلام بيدبا الفيلسوف.. ولكن مالم يذكره لنا من باب حسن الختام أو الكسوف أنه وبعد شخير دبشليم الملك لم بحتمل أن بكون العاقل الوحيد في سلطنة المناخوليا،فهرول إلى النبع بمحض ارادته وشرب كأسين
ولسان الحال يهذي بالسؤال

..إلى اين..؟!!

مع الاعتذار لـ

• ابن المقفع المغدور وقد استعرنا أسلوبه المشهور

• توفيق الحكيم وقد ألهمتنا فكرته في مسرحيته "نهر الحنون "

إهداء: إلى جنون الأحداث الأخيرة من تفجيرات وممارسات

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى