السبت ٢٤ أيار (مايو) ٢٠٠٨

ما بين الألم والأمل...

بقلم: سعيد نويضي
ما بين الألم والأمل أهواختلاف في ترتيب الحروف...
أم اختلال في تركيب المعاني...؟
أم تكامل في سر من أسرار اللسان؟
أيهما يصاحبنا كظلنا...؟
ألم يفجر فينا معاناة العصور...؟
أم أمل يرافقنا كحلم فوق الدهور...؟
لماذا الخلاف بين الحق والباطل؟
أليس الحق أملا؟
والباطل ألما؟
وكلاهما في رأس الإنسان يتقاسمان مساحات الزمان...
أم هما في القلب يزرعان الصبر والحلم أوالحقد والكره...
فتنمو وتكبر الأحلام ويزهر الصخر وينبت الأقحوان...
أم تعلو الأشواك وتدمي الروح فتتفجر الأجساد شظايا فوق رؤوس الصبايا؟
وهم يسكن ظل الإنسان؟
أم حقيقة تختفي تحت اللسان؟
كشوكة في ساق وردة يتراشقان...
تبكي الأيام بآلامها دموعا...
وتسقي دماء الشهداء جذور الزيتون...
فتكبر الأحلام شجرا كالرمان...
يحتضن فرحة الزمان ورقصة المكان...
على آمال الطفولة وآلام الشيخوخة...
تغني البراءة أنشودة النصر والعزة للإسلام...
 
بين الأمل والألم...
وجود "خلل" ما في تركيبة شيء ما...؟
 
تركيبة انعكست معانيها على جسد الواقع...
فأنبتت فيه من الأشواك ما أدمت به أقدام الصخر ...
ولكننا من طينة هذه الأرض...ولذلك تدمي قلوبنا تلك الآلام
وهذا هوالإنسان..."...إنه كان ظلوما جهولا..."
فماذا حصل في تركيبته "الإنسانية"...؟
لم يعد يستريح إلا وقد أدمن العشرات من قنينات "الدم" على اختلاف أشكاله وألوانه...
هل نبت في أرض غير هذه الأرض التي خرج منها الأقحوان ينشر عبيره ليقدمه هدية للفراشات ورحيقا يتغذى عليه النحل والنسل من بني الإنسان...؟
كيف اعتدنا تطبيع ما هوغير قابل للتطبيع؟
هل غيروا في جينات فطرتنا؟
هل استبدلوا لبن الأم بلبن الهم والغم والحزن المتواصل...؟
طفل لا زال لم يفرق بين الألف والياء يبكي بدون انقطاع بسبب وبلا سبب...ألم في الأسرة ألم على الشاشة ألم في الحي بين الجيران في المدرسة في المؤسسة...لماذا كل هذا الكم الهائل من الألم؟
ينام الطفل باكيا ويستيقظ باكيا...
أينما وليت وجهك وجدت القليل أوالكثير من الألم...
ألم يرافقنا في النوم في الحلم في اليقظة عند الظهيرة...لقد أخذ مكان القرين...فلم يعد يفارقنا وكأنه ظلنا؟
يا لتعاسة الإنسان في عالم لم يعد فيه الإنسان إلا قطعة من بركان...
يا لحماقة الإنسان وهو في غفلة عن ذكر الرحمان...
يا لغباوة الإنسان وهو يتبختر كالطاووس منتفخا كفرقعات من سراب الأيام...
يا لظلم الإنسان لنفسه وغيره بجهله لحقيقة أمره...
هو الابتلاء بالألم...
ليكبر فينا الأمل والرجاء...
فيمن لا رجاء إلا في رحمته ورفعه عنا البلاء...الله جل في علاه...
بقلم: سعيد نويضي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى