«ما تيسّر من عشق ووطن» لنزيه حسّون
نظم نزيه حسّون ديوانًا جديدًا أسماه: (ما تيسّر من عشق ووطن) صدر عن مكتبة الجماهير للنّشر والتّوزيع / شفا عمرو. وكتب على الغلاف الداخلي: الطّبعة الأولى – رام الله 2012.
أهداه إلى كلّ من روّى التّراب بنجيعه فداءً لحرّيّة الإنسان.
جاء في الدّيوان اثنتان وعشرون قصيدة: منها سبع قصائد عموديّة كلّها على البحر الكامل. والخمس عشرة الأخرى من الشّعر الحرّ. وقصائد الدّيوان كلّها تدور حول الحبّ وحبّ الوطن كما يدلّ على ذلك اسم الدّيوان الّذي اختاره له الشّاعر (ما تيسّر من عشق ووطن).
قصائد الدّيوان كلّها قصائد غنائيّة راقصة، الحرّة منها ترقص قبل العموديّة. لغتها شاعريّة ساخرة، تأخذ بالألباب، وتسحر الشّيوخ قبل الشّباب، لحسنها وروعتها ودقّتها وجمال معانيها.
حملت القصائد عناوين مثل: (تهوي العروش إذا الشّعوب تصمّم)، (عيناك عنوان فلسفة الإله)، (ربي أعدني لموطني)، (حيفا تسافر في دمي)، (إلى عينيك تحت الجفن ضميني)، (القلب يا قلبي تبلّل بالهوى)، وهكذا...
ومن عجائب الدّيوان أنّه كلّه على البحر الكامل، حتّى القصائد الحرّة منه جاءت على تفعيلة البحر الكامل (مُتَفاعلن أو مُتْفاعلن).
ومن عيون قصائد الدّيوان قصيدة (تهوي العروش إذا الشّعوب تصمّمُ)، وهي القصيدة الّتي أهداها إلى شهداء الثّورات العربيّة، الّتي اشتعلت في العام 2011، ولا زالت مشتعلة حتّى هذه الأيام (نيسان2012)، بل وازدادت اشتعالا.
ومن جميل ما جاء فيها:
صُبّوا الدّماء على الثّرى وتقدّمواجسر الولوج إلى الخلود هو الدّمُدُكّوا العروش كما الزّجاج تحطمًاتهوي العروش إذا الشّعوب تصمّمولتغزلوا بدم الكفاح ملاحمًاثغر الزّمان بمجدها يترنّم
وهذه المعاني تذكرني بقول أمير الشّعراء شوقي:
ولا يبني الممالك كالضحاياولا يدني الحقوق ولا يحقّدم الثّوار تعرفه فرنساوتعلم أنّه نور وحقّوللحرّيّة الحمراء بابٌبكلّ يد مضرّجة يدقّ
ويقول عن حكام البلاد العربيّة:
قتلوا الشّعوب وبالرّصاص تطاولاوعلى الحدود مع الغزاة تقزّمواما ضرّهم أنّ الغزاة تطاولواوالقدس ترزح في القيود وتظلمما هزّهم أطفال غزّة يُتّمواوبيوتها فوق النّساء تهدّمفكأنّهم راموا الهوان لأرضهموعلى فناء شعوبهم قد صمّموا
ويكرّر مخاطبة الثّائرين على الحكّام بقوله:
يا قبضة الثّوّار دكّي عرشهم دكي عرشهمإنّ النّظام إذا استبدّ سيهزم
ويصف سوء الحكّام وظلمهم بقوله:
إنّي أشكك في عروبة حاكمعن ذبح شعب أعزل لا يحجمكم مجرم ظنّ الخلود مصيرهفقضى على حبل المشانق يعدمتزنون في حقّ الشّعوب جهارةمن يزنِ في حقّ الشّعوب سيرجممهما صنعتم من تماثيل لكميومًا بأحذية الشّعوب ستلطم
ويكرّر مطلع القصيدة في صفحة 16 وكذلك يعيد معنى الإهداء بقوله:
من هب يروي بالنّجيع ترابهبجنان رب العالمين يكرّم
ويختمها بقوله:
ما لم نضمّخ بالنّجيع ترابنالن تغمر الوطنَ المعذب أنجمُ
وإن كانت قصائد الدّيوان كلّها رائعة، إلا أنّ هذه القصيدة هي رائعة الدّيوان بحقّ، واستحقت أن تكون لها الصّدارة في الدّيوان.
ومع كلّ هذا فلم يخل الدّيوان من أخطاء أكثرها من الطّابع والنّاشر ومنها من صاحب الدّيوان، ومن هذه الأخطاء:
1. صفحة 4: (شقاعمرو) بدل شفاعمرو.
2. صفحة 7: (فداءاً لحرّيّة الإنسان) والصّحيح أن تكتب فداءً بلا ألف بعد الهمزة.
3. صفحة 9: (والتغزلوا) والصّحيح ولتغزلوا بحذف الألف قبل اللام.
4. صفحة 12: (والقدس ترزخ) والصّحيح ترزح بالحاء المهملة لا بالخاء المعجمة.
5. صفحة 14: (واليوم تمتلئ البلادَ) والصّحيح البلادُ.
6. صفحة 17: (عنوان لفلسفة الإله) والصّحيح عيناك عنوان لفلسفة الإله.
7. صفحة 19: (ما أدراكِ ما عينيكِ) والصّحيح ما أدراكِ ما عيناكِ.
8. صفحة 25: (من سحر اللئالئ والدّرر) والصّحيح اللآلئ تكتب هكذا.
9. صفحة 26: (عطر من خزام) كان يجمل به أن يقول ريح الخزامى، وبذلك تنسجم القافية مع قوله أنساما وحراما في الصّفحة الّتي تليها،إذا صححها.
10. صفحة 27: (يهدي لها نرجس وبنفسج أنسام) والصّحيح أنساما.
11. وفيها أيضًا: (تصير في شرعي حرام) والصّحيح حرامًا.
12. صفحة 29: (وإذا ترقرق صوتَها) والصّحيح صوتُها بضمّ التّاء لأنّها فاعل.
13. صفحة 33: (فيفرّ قلبي كي يمسّد خصرها ويجفّف شعرها)، وكان الأحسن أن يقول: كي يطوّق خصرها ويمسّد شعرها.
14. صفحة 44: (لأقمت في تلك العيون نزيلا)، وكان الأحسن أن يقول طويلا بدل نزيلا.
15. صفحة 51: (أم وحي يتساقط أشعار) والصّحيح أشعارا.
16. وفيها: (يورق في عينيّ نهار) والصّحيح نهارًا.
17. صفحة 57: (تصبح نار) والصّحيح تصبح نارًا.
18. صفحة 62: (هلَّ الفوارسِ) والصّحيح الفوارسُ، بضمّ السّين لأنّ الفوارس فاعل.
19. صفحة 68: (لامست عيناي أنسامُ المساء) والصّحيح لامست عينيّ لأنها مفعول به تقدّم على الفاعل.
20.صفحة 73: (مهما يطول العمرَ) والصّحيح العمرُ بالضّمّ لأنّها فاعل.
21. صفحة 74: (يا ربّ إنّي صادقَ الدّعوات) والصّحيح صادقُ بضمّ القاف لأنّها خبر إنّ.
22.صفحة 76: (ينشلع انشلاع) والصّحيح ينشلع انشلاعًا لأنّه مفعول مطلق.
23. صفحة 81: (زاد اتساع) والصّحيح زاد اتساعًا.لأنها تمييز.
24. وفيها: (ينصاع انصياع) والصّحيح ينصاع انصياعًا.
25. صفحة 94: (وأتت لتنثر فوقنا زخّاتُ عشق) والصّحيح زخّاتِ بالكسرة لأنّها مفعول به.
26. صفحة 114: (وعشقتُ عيناها) والصّحيح عينيها.
27. صفحة 119: (إلى عينيك تخت الجفن ضميني) والصّحيح تحت بالحاء المهملة.
وكذلك لا بدّ من القول إنّ طباعة القصائد العمودية جاء غير منسّق وعلى طريقة طباعة الشعر الحرّ،وهذا عيب من الطابع والناشر.
ومع كلّ ما تقدّم فالديوان رائعة من روائع الشاعر،جدير بالقراءة والإقتناء،ويشهد لصاحبه انّه شاعر يجري ولا يجرى معه.