الأحد ٧ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

ما ورَّثهُ «نرسيس»

حسين بن علي بن عبد الله آل عمار

جُزْ مرةً نهرَ الأبد
قالت مرافئيَ القديمةُ للجلودِ الطاعناتِ على ضفافِ
الآخرة:
 هبْ أننا لم نقترفْ (عشبَ الخلودِ)
ولم نزدْ في الخلقِ مثقالًا وجوديًا
ولم نغرفْ من الميزابِ إلا الذاكرة؟
 هبْ أننا سُقنا لسوطِ الريحِ أعمدةَ الخيامِ
وشاغلتنا الشمسُ، نخبرها: بأن الأوسَ يقتربون
لكن الخزارجة اشتهوا ألا نعودَ لثيِّبٍ في الظلِّ كانت
تنسبُ الأحلامَ للأبدِ السحيق
طَرَأتْ على قسماتِنا نُدَبُ الجدودِ
ولم نزل للأمسِ نُنْكرُ ماءنا الطينيَّ
مازلنا نعبُّ السدرَ
أخبرنا ملائكةَ الدقائقِ:
أن (أفلاطونَ) كان المخرجَ العذريَّ كي تسمَ البلاغةُ
وسمَها للعقلِ
أخبرنا شياطينَ الحدائقِ:
أن (ديكَ الجنِّ) قلبٌ خان (وردَ) العمرِ،
لم ندخلْ مصادفةَ التديّنِ حين سال الشعرُ (لابن الفارضِ)
المندسِّ في (لغةِ الحلولِ)
ولم نزل في جرحِ (درويش)
احتوتنا (الكرملُ)،
انسبنا ومازال الطريقُ هو الطريق!
هي صهلةٌ أخرى
ويسمعنا المدى
حمحمْ
يقولُ منزهٌ عن ترهّاتِ الحبِّ: حمحمْ!
ليس مضمارًا ويسبقُ حدوةَ المعنى غبارُ السيرِ
 حمحمْ مرةً أخرى
لعلَّ يديك ترتجفان
ما عاد الوثوقُ هو الوثوق
ولم يعد للصهوةِ الأولى بأن تشتقَّ جذوتَها من الفردوسِ
أنتَ كما تراكَ
فإن تعاجلكَ الصليلُ فلن تؤجلَكَ السيوف
الراسخون تأخروا
والعلمُ يهربُ
ما انزلاقُ الوهمِ إلا عن درايةِ معرفَة
وأراك تكشفُ مرةً لغزَ الوجودِ
ومرةً تختارُ أن لا تكشفَه!
هي لعبةُ الأقدارِ
لا تهبُ الكمنجةُ نوتةً إلا وخانت سلمًا
ورواسبُ الحمأِ المثلّجِ لا تعي أن الخلاصَ
خلاصُها الطينيُّ
والموتُ الخليقُ بجرحِها
(نرسيس) ورثه لها
للفجرِ دَيْنٌ في رقابِ الأغنياتِ
وأنتَ تهربُ من تضاريسِ المدينةِ
عفةُ المشمومِ
توغلُ خلف حِنَّاءِ العجائزِ
والسلالةُ خائفة
فإذا نزعتَ الظلَّ عن ملكوتِهِ
قذفتكَ رجلُ العاصفة
ورأيت ثَمَّ رأيتَ
أن شوارعَ المنفى تليقُ
وأن أوجاعَ السنابلِ لم يخنها منجلٌ كان ارتدى حلمَ
الطقوسِ
ولم تخنها الأرضُ في لغةِ العناد
بل خانها حلمُ الحصاد
وإذا تَوَسَّدَتْ الركامَ
ثقوبُ أوسمةِ الضحيّة
فالموتُ مشتبكُ القضيّة!
قالوا:
لمن تبكونَ؟
قلنا الدمعُ فلسفةٌ
فإن مات الصبيُّ
سَقَتْهُ دمعتَها الصبيّة
لم نقترحْ بوحَ التوجسِ والأذى
كنا اقترحنا الأبجدية

حسين بن علي بن عبد الله آل عمار

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى