الاثنين ٢٢ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٠
بقلم السعيد موفقي

متعاليات الفوز....

للفوز طعم و مذاق مختلف و قراءات أخرى...، مثلما نختلف في تذوق الأطعمة بمختلف أنواعها....

إذ إنّ صورته غير عادية بالنسبة لمن حالفه الحظ و استطاع أن يحصد جائزة مستحقة مثلا، يشعر عندها بانتقال مشاعره من ركود طويل إلى نشاط عارم...، فيقرأ فيها الفائز جهده الذي قدّمه للتقييم و التقويم، يكتشف المعنى الحقيقي لهذا السلوك و كم لديه من الطاقة الكامنة ما يجعله يبني صرحا عظيما، و يتجاوز به الحواجز المادية و المجازية، فيرى غيرُه ممن تمنى الفوز أو المسرّة قد حظي بها عندما فزت أنت فيفترض نيلها بحب و غبطة، و لأنّه شيئ جميل أن ترى الفرحة مشتركة بينك و بين هؤلاء مثلما تتمنى أن يتذوق معك غيرك طعامك، فلابد أن يصنع هذا السلوك شيئا في دواخلنا و يجعلنا نتسابق بصدق و إخلاص بعيدا عن الرؤى السلبية و المعايير السوداوية، فالقراءة العرجاء للظواهر لدى كثير من الأشخاص الذين لم تكتمل لديهم صورة الحب و معاني الفوز سيعانون من حواجز داخلية تمنعهم من الاستمتاع بلذة الجمال فتختلط الأشياء، فيتساوى لديهم من غير وعي، الجميل بالقبيح...!!!

لست أدري لماذا كتبت هذه الأسطر؟

ربّما لأنّ في المجتمع نماذج واقعية لا نراها و لكنّنا ندرك وجودها بمعايير فوضوية لا تخضع لمقاييس علمية ولا رياضية، نشاهدها تتناثر ذات اليمين وذات الشمال غير مأسوف عليها، معايير تمقتها متعاليات حضارية هي التي تفضحها و تجعلها تكتشف تكوينها من تلقاء نفسها وتصحح مفاهيمها المغلوطة بما اكتسبته من معايير خاطئة بالأساس.

 لعل الفشل واحد من هذه المعايير الحقيقية و المحك التقنو- نفسي، الذي يجعلها تكتسب قواعد صحيحة تدفعها لمعرفة متعاليات الفوز الحقيقي بعيدا عن الأنانية و ظلمة النّفس،

 و لعلها السبب المقارب لرغبتها في فوزها هو بعد أن تدرك - حقا- جدارتها فيما تمارسه من هذه المتعاليات الخالصة، حينئذ لم يبق بينها و بين الفوز النزيه غير قيد أنملة، هو استجابة لهذ الرغبة صادقة، لا يشوبها الكدر، و لكن شريطة أن تزيح حاجب القلق و الخوف من الآخر و تتقبل متغيّرات الأشياء و الأحوال و تقلب الظروف و مستجدات المناسبات من حال إلى حال، بكل روح رياضية قوية بعيدا عن المراوغة و التحايل على القيم الحضارية غير مخادعة، و بذلك تكون منفعلة و فاعلة و نافعة، قال لي صديقي معقّبا و متسائلا:

الامر يشبه تماما..

لماذا النجاح؟

لماذا الحياة؟

لماذا نعيش؟

لماذا نريد الأفضل؟

لماذا نسعى وراء التميّز؟

لماذا نجتمع حول ما نحب؟

لماذا نحن نفكر؟

ولماذا نبدع ؟

لماذا نحن هنا؟

وفي الحقيقة كان جوابي: إنّ هذه المعادلة ببساطة تتحقق بالإجابة عن جملة من الأسئلة الموضوعية:

و لماذا الكره؟

لماذا الحسد ؟

لماذا الشر؟

لماذا الخداع؟

لماذا المكر؟

لماذا الظلم؟

لماذا العداوة؟

...و أسئلة أخرى كثيرة تنتظر الإجابة !!!!!!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى