الأحد ٧ حزيران (يونيو) ٢٠٠٩
بقلم عادل سالم

محركات البحث في الشبكة تفشي أسرارك

أعرف أشياء كثيرة عن المحامي الذي أتعامل معه لم أقصد أن أعرفها. أعرف بأن عمره ٥٥ عاماً وأعرف نوع الموسيقى التي يسمعها وأشياء أخرى كثيرة مثل عزمه على شراء آلة الكترونية لفحص الشعر الذي ينمو داخل الأنف. وهذه مجرد البداية. لم ألتق بالمحامي خارج مكتب عمله ولا أريد اقتحام غرفة أسراره لكني عرفت كل ذلك من خلال الشبكة العنكبوتية. لعله لا يدري انه ترك كل هذه الآثار خلفه.

هذه الأيام، بعض أفكارنا ستصبح عامة ومتاحة للجميع. فكلما تركنا معلومات عن نفسنا على الشبكة، تلتقطها بعض محركات البحث الشخصية بسهولة وتجمعها لتضع عن كل منا ملفاً كاملاً يحتوي الكثير من المعلومات التي قد لا نرغب بأن يطّلع عليها أحد.

بعض هذه المحركات التي تقتحم أسرارنا تطلق على نفسها اسم «محركات بحث اجتماعية»، فيما يعرّف بعضها الآخر عن نفسه باسم «محركات بحث عن الناس» وتتطفل على كل شيء حتى الأشياء التي تدخل فيها محركات البحث العامة مثل غوغل.

ويدعى أحد هذه المحركات «سبوكيو» (Spokeo) ويقول رئيسه هاريسون تنغ، ان محرك البحث هذا صمم ليساعد الناس في البحث عن أصدقائهم ومعارفهم. لكن الحقيقة ان «سبوكيو» يذهب بعيداً في معلوماتها وبحثها حيث تستطيع نقل كل عناوين بريدك الالكتروني مقابل بضعة دولارات في الشهر. ويمكنك مراقبة اصحاب هذه العناوين والطلب بإعلامك بما يقومون به من جديد على الشبكة.

ويعدك موقع «سبوكيو» بالكشف عن الصور الشخصية والأفلام والأسرار وكل شيء عن أصدقائك.

كيف يعمل موقع «سبوكيو»؟

يستخدم موقع «سبوكيو» عناوين أصدقائك (المحفوظة لديك) لمراقبة نشاطاتهم والمواقع التي يزورونها والأفلام التي يشاهدونها. ويقوم الموقع بتجميع كل الصور التي نشرتها باسمك منذ سنوات وحتى تلك التي تكون قد نسيتها ولا تعرف مكانها. انهم يجمعون المعلومات عنك من كل محركات البحث الاخرى ومن كل المصادر، ثم يبيعون تلك المعلومات بحجة انها مجرد آلة بحث لمساعدة الناس.

ثمة محرك بحث آخر يدعى «راب ليف» (Rapleaf)، يصنف نفسه بأنه شركة معلومات وبحث عن الناس. ويؤدي الخدمات التي يوفرها «سبوكيو» من تجميع معلومات عنك تكون قد سجلتها في اي موقع آخر او ربما أرسلتها في رسالة بريدية الخ. انهم يدّعون انهم يجمعون المعلومات عنك بطريقة قانونية.

وتقول إحدى الاحصاءات بأن حوالي نصف المشتركين في الشبكة في بريطانيا استخدموا مثل هذه المحركات للبحث عن شريك سابق.

ويقول مارك روتنبرغ، مدير مركز المعلومات الالكترونية الشخصية، بأن تجميع هذه المعلومات من أكثر من مصدر ونشرها او بعضها في ملف واحد يشكل مخاطر جديدة. ويضيف بأن قيام أحد الأشخاص بنشر معلومات عامة عنه لا يعطي لغيرة الحق بتجميعها وبيعها. واذا كان هناك ضرورة لبيع هذه المعلومات ويوجد سوق لها، فيجب ان يُمنح صاحبها نسبة من هذه الإيرادات.

وينصح بعض الخبراء بضرورة التعرف على هذه المحركات للحد من المعلومات المنقولة عنك.

وفي مل يلي بعض الإرشادات للحد من هذه المعلومات المنشورة عنك.

١- بعض محركات البحث مثل «راب ليف» يمنحك الحق في حذف كل هذه المعلومات عنك بعد إدخال بريدك الالكتروني.
٢- بعض المواقع تجمع المعلومات عنك من خلال بريدك الالكتروني. يجب عندها معرفة المواقع التي تزورها والمرتبطة ببريدك الالكتروني والعمل على تغيير اعدادات الخصوصية (privacy settings).
٣- عن نشر صور عنك في بعض المواقع البريدية مثل «فلكر» احرص على جعلها معلومات خاصة وليس عامة.
٤- هناك مواقع بريدية تنقل الكثير من المعلومات عنك للعامة مثل «فيس بووك» و«ماي سبيس» و«بندورا» و«أمازون». كن حريصاً على ان تحول حسابك معها الى أعلى درجات الخصوصية لتحد من فسح المجال لمحركات البحث بالتقاط حواراتك ومشترياتك وغير ذلك وبيعها.

بي. سي. وورلد - حزيران ٢٠٠٩


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى