الأحد ٥ آب (أغسطس) ٢٠٠٧
بقلم صلاح عليوة

مرايا لمشهد قديم

لنا وحدنا
أن نمر أمام الحرائق
كي نكتسي وهجها
أو نخلد آثارها للقتاد
لنا وحدنا
أن نفتش في أحرف الميتين القدامي
عن اسم لنا
ضائعٍ في روابي ثمود
و أن نقتفي خطو عابرةٍ
قد يدل على مطر أو حصاد
 
لنا وحدنا
أن نحاربهم ( سائسي الخيل)
في ساحة القصر
حتى يعود الجنود
فنبني نواقيس أمجادنا
من رخام الرنين
لكي تحفظ الأرض أقوالنا
أو تبوح الرياحُ
بما خبأت من حكايات عاد
 
لنا وحدنا ...
بينما صاحب البيت يعرفُ
مقدار ما ينزوي من نجومٍ
على أرض خسرانه
يعرف الجُرحَ و الصفحَ
و السائرين خفافا
إلى موتهم
في زوايا البلاد
 
و يعرف أنا استللنا حروفا
مخبأة في متاريسنا
و بأنا بعثنا صغارا لنا
كي يروا
ما الذي ينتويه الغريب
و أنا حشونا وسائدنا
من دعاوى السهاد
 
و أنا أذبنا بقيعان أكوابنا سكر الوهمِ
حتى نشردَ عن حزننا الباكياتِ
و أنا اقتطعنا كلاما
يوائم وقع المراثي
و تهيئة الصبر
حتى يمر الغمامُ ..
الغمامُ الذي كله من شجون البلادِ
و من حزنها
و من وجع عارم في التفات القرى ...
من مسير الخيول التي تنزوي
نحو سهل أساطيرها
كي تفتش عن موطأ لسلالاتها
في الرماد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى