الجمعة ١٩ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٨

من روائع الهايكو عند شيكي ماساوكا

ترجمة: عبد النبي ذاكر
يسقط المطر الدافيء
على الأجمة
العارية
 
الغدير ذاب عنه الجليد.
الجمبري يتحرك
في طحالب قديمة.
 
المدفع يدحرج
زمجراته.
براعمُ شجرة.
 
يا له من نسيم عليل.
سرطان صغير، تحت المطر،
يتسلق شجرة صنوبر
 
أوراق اللوتس في الجدول
تتحرك فوق الماء.
أمطار حزيران.
 
الدخان يستدير
بعد مرور القطار.
وُرَيْقات
 
العاصفة
التي دامت نصف يوم
كسرت ساق الخُبَّيْز
 
لا يظهر القمر.
فارتفعت
أمواج عاتية.
 
فوق نقْر صخرة
تدلى لَْبلابٌ.
معبدٌ صغير.
 [1]
ترجمة: عبد النبي ذاكر

[1كتب شيكي ماساوكا (1867-1902)، في مستهلِّ إبداعه لقصائد الهايكو، دراسة تحمل عنوان: (منوعات عن باشو، 1893) ينتقد فيها رائد الهايكو الشهير باشو ماتسو. طبعا، لم يبخس كل أعمال باشو حقها، ولكن مؤاخذاته توقفت عند خلو بعض نصوص الهايكو لدى باشو من الصفاء الشاعري، وتمحُّلها في النثرية وإقحام عناصر تفسيرية أو إيضاحية. ومن جهة أخرى امتدح شيكي الشاعرَ بوسون يوسا المغمور يومها، قائلا بأن نصوص الهايكو لديه تتوفر على صفاء فني، وتنقل ـ بنجاعة ـ إلى قارئها انطباعات جلِيَّة.
وبعد اكتشافه للفلسفة الغربية، اقتنع بأن الإيجاز في وصف الأشياء والوقائع شيء ناجع في التعبير الأدبي والتصويري. ومن هنا يأتي إلحاحه على أهمية "الوصف انطلاقا من الطبيعة". وهو ما ساقه إلى الوصف البصري والأسلوب السَّلِس البسيط. ولقي تجديده هذا صدى كبيرا في اليابان برمّته. وقد كانت فكرته المشار إليها وراء إعطاء دفقة جديدة للهايكو الذي أخذ يضعف.
أنكر شيكي قيمة مصطلح، واستعمل على الدوام لفظ: هايكو بدل هايكي أو هوكو.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى