الخميس ١٨ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
بقلم بوعلام دخيسي

مَقعد الياسين

يا مَقعد الياسين واسِّيــنـَــا
ضاقت بنا الأكوان نسِّـيــنـا
وافتـُل من الأحزان قومتنــا
واصنع من النكبات حِطـِّيـنـــا
أنت الجَوادُ وظهر ملحمــة
فاحْمِلْ مِنَ الفرْسان واتـيـنــا
واضربْ بمِقبَضِكَ العِدا زُمَرا
وابْدَأ بـِبائعِنا وشارينــــــا
إنـَّـا سَبَايَا القوْم من وهن ٍ
فاطمِس بذي العَجَلاتِ سَابينـا
نحن القعود فقم بنا صُعُدا
واسلك بنا الدرجاتِ تلقينـــــــــا
يا مقعداً لـَقـِّنْ مجالسنــا
أدَبَ الجُلوس فقد مَضى دِيـنـــا
عَرْشا ًغدوتَ لِشَيْخ مَنْ مَلـَكوا
وإلى الخلود حَمَلتَ ياسينا
وعُروشُ غيرك في الثرى دُفِنتْ
فاقرَأ على الأمواتِ ياسينا
ما كـُلّ ُمَنْ تحت الثرى هَلـَكوا
أوكل من فوق الثرى فينـا
أوكل ذي عرش لنــا مَـلِكٌ
أوكل من مَلكوا سلاطـــينــــا
تِلكُمْ عُلوم الشيخ أورثهــــا
فليَسْلكِ الطـّـُلاب ســاعينــــا
وليقطعوا الأوصال إن قطعوا
عَهْداً لِمَسْرَى الحِبِّ هادينا
وليسألوا عبد العزيــــز إذا
أفتى فذاك الشبل مفتيــــــنـــا
وحماس مَذهبنا وسيرتـنــا
والكلّ في القـَسَّـام راويـنـــا
وليَعْبَثوا بالدين من عَـدِموا
ديناً وإن نـَظـَموا الدَّواوينــا
فالدين في لـُبْس ِ العزائم مـا
تـُجدي العمائم في نواديـنـا
هذا المُلـَثـَّم شيخُ من علِموا
والإسمُ ما يُجدي المُريدينــا
الإسْـمُ قسَّــــامٌ وزد لقـبـاً
والقدس والأقصـى عناوينــا
ولباس تقوى القوم دِرعُهُمُ
والريح من دمهم ريـاحيـنـا
هُمْ أوْلِيـاءُ اللهِ مَنْ عَرَضـوا
نفســا إذا شئــتم قرابـيـنــــا
والناس تـُفتي في الهوى سَفـَها
فذروا الورى في اللغولاهينا
النـاس قـَسَّــامٌ ومنقســـــم
والكل في الأبواب داعـيــنـــا
هذا الصراط المستقيم لهُ
وسِواه في السّـُبُل الشياطـينـا
هذا الذي في الزَّحْفِ مُقتحِمٌ
وسواه في الزحف الثعابـينـا
ولتعذروا شِعري إذا انتفضتْ
وتجاوزت أوزانـه اللـيـنـــــا
إنـِّي بقلبِيَ ممسكٌ قلمــي
لأخـُط َّ في الشـِّـــعر الشَّـرايـيـنـا
إني نَسَجْتُ الشِّعْرَ مِن غـَضَب ٍ
لمَّــا أتـَوْا للشيْــخ ناعيـنـا
أبكيهِ مِنْ كُلـِّي بلا كـــلل
لا ساح دمْعُكِ بَعْدُ يا عــينـــــــا
أبكــي لإثنيــٍن بلا سمــر
في حضن شيخ بات يدنـيـنـــــا
لكنَّ شيخي هام من فـرح
أنْ جاء صُبْحُ الوَعْدِ إثـْنينــــا
أحييت أحمد في الردى سننا
وبذلت في الصدق البراهينـا
فمضيتَ ليلَ العُرس مُعتكفاً
سِرا ًّ وجاء الوَعْدُ يَحْكينـــا
أنْ مَنْ سَقى بالدَّمع سبحتهُ
بـِدَم ٍ سقى حَرَماً حوالينـــــــا
يا راهبا ً في الليل قد هلعت
في الصّبح مِن شَلَل ٍ أعـاديـنــا
ترمي بصاروخ وتحسبــه
عند الوغـى حتمـا سيفـنينـــا
لكنما الصاروخ مركبـــــة
وبـــراق معراج ينادينــــــــــا
والجسم من كفن مناسجــه
ما ضرَّنــا لحــد فــيــأوينـــا
الجسم ساعات نكابدهــــا
والروح أحـــلام تناجيــنــــــــا
والأرض تثمر في الضحى ظفرا
إن في الدجى سقيت نواصينـا
والقدس في الخـُطـَّاب عاشقـة
مُتَطـَرِّفا ً يَرمي الملاعينــا
مُتطرفـــا آه ٍ أتـَسمَعهـــــا
شـارون أنـْــذال ٍ ورابــيـنـــا
شارونَ لا يرضيك أن زعموا
شيخ ٌ مَضى للـَّحْـدِ مِسكينــا
فلحودُنــا تسري بلا عجـل
وسريرك لحــد الفراعيــنــــا
اليوم يُنـْجـيـك الإله فـَطِــبْ
وانعَمْ بقِـْتــْلـَةِ أحمد ٍ حينــــا
وانعَمْ بصبرانـا وشاتيـلا
واسكـُبْ من الأقصـى البراكينـا
لمّا وطأتَ البيتَ والحــَــرَمَ
هـَيَّجْتَ للطــوفـان واديـنـــــا
فاقـْطِفْ زُروعاً أنت زارعُها
وارْشُفْ من الأغصان غِسْلينـا
سِجـْنـاً أرَدْتَ الأرض فانتفضَتْ
ومضت قبيل الموت سِجِّـينا
لا قلــبَ تملك لا دمـــا فإذن
قـِنـِّـينـــة ٌ تكفـي وفلــِّـيــنــــا
الموت لا يكفيــك منقلبــــــا
الله يكـفـيــــك ويكـفيـنـــــا
مُتْ بيننا ألـْفــاً وزد مددا
أيُوارى جسمُ الغاصب الطـّينـــا
مت بيننا في القـَعْر ِ والحِمَم ِ
فالنار توقـَدُ مِن سواقـيـنـــا
حَيّ ٌ تذوق الموت في جـُرَع ٍ
والشيخ في مَثواهُ يُحْيينــا
واللهَ ندعوالواحدَ الصمـدَ
ونـَمُدّ ُ للرَّحمـَــن أيـْـدينـــــا
أنجزت وعدك والوعيد معـًا
وجَبَرْتَ بـِالعُقـْبَى أمانينـــــا
فأطِبْ حياة َالمَيْتِ يا صَمَدُ
وأطِلْ مُواتَ الحَيِّ آميــــــــنـَا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى