الأربعاء ١٨ آب (أغسطس) ٢٠١٠
بقلم رافي مصالحة

نَمْ يَا صَغيرِي

نَمْ يَا صَغيرِي
إذا ما المَغِيبُ زَمّل سُفوحَ الرُّبا
والشَّمسُ مِنْهُ خيفةً قد أوجَسَت
فَلَمْلَمَتْ جِراحَ يومٍ نَزَفَت
ثُمَّ تَوَارتْ وَاخْتَفَتْ
وعلى دُروب الوَجد ِدَمعاً ذَرّفَت
فَصَفَّقتْ بَينَ الضُّلوعِ لَهفَتي
وَغَرَّدَتْ فَوْقَ الرَّوَابِي مُنْيَتِي
صِحتُ: يا ربّ إنّي لَوّعَنِي الجّفا!
رَدّ الفُؤَادُ:
أتُرى عُصفورُ غُصنِيَ قَد غَفَا؟!
قُلْتُ وَأنا يُحَرّقني الأَسَى : يَا لَيتَهُ
يَا ليتَهُ حقّاً غَفَا!!
لَكنَِّمَا ....
مُهْرِي البَهِيّ الغَضّ راحَ وَسَلا
أَغمَدَ بي سَيفَ النَّوَى ، ثُمَّ قَلا
حَمَلي الوَديعُ, قَد فَنا!
هَانَ عَليهِ وُدّنا
مَتاهَةٌ, بَينَ الظُّنونِ وَالرَّجَا
وَصَْبوَةٌ, لِحُلْمِ اللِّقاءِ وَالمُنَى
فصَحْوَةٌ, دَمعٌ يُواكِبُ جُرْحَنا
أزفَ الفِرَاقُ كَالرَّدَى,
حَلَّ الوَدَاعُ بَينَنَا
غاب وليدي, خلف آفاق المَدى!!
حَنَثَ صَغيري عُهُودَ أوْصاْلِي سُدى
ماتَ يَمامُ الأيكِ,
وَبوعدِه بِالوَصلِ أبداً ما وَفَا!!
********
نم يا صغيري!!
إني أَرَى كَوناً خَلا مِنَ البشر
أرى ضَبَاباً وحطاماً من قَمَر
نَمْ يَا صغيري, مَا تَشَاءُ هَانئًا
فَفِي جِوارِ الله رَوْضٌ وَنَهَر
سَعدٌ ، وَحبٌّ ، وَسَلامٌ ، وطُهُر
نَمْ فَثَرَى اللَّحْدِ طَهَّرْتَهُ بِرُفاتِكَ,
وعَبيرُ رَيْحانِ حُضورِكَ انتَشَر
يا ربّ لَن أشكو قَضاءَكَ وَلا القَدَر
أرنو إلى رُحْماكَ ساعَةَ لوْعتي
أنت الشّفيع بِكلّ قلبٍ قد انفطر

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى