الاثنين ١٥ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

هَلْ تَذْكُرِينَ؟

أسامة محمد سليم عطية

هَلْ تَذْكُرِينَ الشَّمْسَ تَرْفُلُ فِي ثِيَابٍ مِنْ إِبَاءْ
وَالنَّارُ تَتَّقِـدُ فَلَا تَـرْضَى بَدِيـلًا بِالبَقَـاءْ
عَقَرَتْ فَلاَ تَلِدُ الرّمَادَ وَلَا سُكُونَ الانْطِفَاءْ
وبِكِبْرِيَاءٍ قَدْ تَحَدَّتْ فِي الْمُحَالِ الْكِبْرِياءْ
قَدْ أيْنَعَتْ أَحْلَامُنَا الخَضْرَاءُ تَرْتَشِفُ الْبَهَاءْ
عَلْيَاءَ تَسْتَبِقُ الْمُحَالَ فِي شُمُوخٍ وَازْدِهَاءْ
كَيْفَ امْتَطَيْنَا حُلْمَنَا المِغْوَارَ فِي قِمَمِ العَلاءْ؟
كَيْفَ افْتَرَشْنَا ظِلَّنَا كَيْفَ الْتَحَفْنـَا بِالضَّيَاءْ؟
كَيْفَ اشْتَهَيْنَا صَبْرَنَا نَمْضِي بِهِ كَيْمَا نَشَاءْ؟
هَلْ تَذْكُرِينَ الليْلَةَ الْقَمْراءَ فِي أَلَقِ الصَّفاءْ؟
والذِّكْرَيَاتُ النَّاضِراتُ بَهِيَّةٌ تَأْبَى الْعَفَاءْ
نَظَرَاتُ عَيْنَيْكِ الْجَمِيلَةِ فِي بَيَانٍ وَ اخْتِفَاءْ
فِي لَحْظِها رَيُّ شَهِيٌّ لَمْ أَنَلْ مِنْهُ ارْتِوَاءْ
كَمْ مِنْ حِكَايَاتٍ لَنَا قَدْ عَانَقَتْ لَيْلَ الشِّتَاءْ!
تَمْضِي بِنَا أَيَّامُنَا مَا بَيْنَ ضَحِكٍ أْوْ بُكَاءْ
هَلْ تَذْكُرِينَ حِكَايَةً كَانَتْ تُغَنِّي فِي الْمَسَاءْ؟
تَتَرَقَّبُ الْأَمَلَ الْجَمِيلَ وَتَشْتَهِي حُلْمًا أَضَاءْ
و حِكَايَةً أُخْرى تَنُوحُ كَمَثْلِ نَوْحَاتِ النِّسَاءْ؟
مَنْ رَحْمِهَا رَسَمَ التَّرَنُّمُ شَدْوَهُ بَيْنَ السَّنَاءْ
في حُزْنِها أَوْتَارُ فَرْحٍ عَازِفٍ لَحْنَ الوَفَاءْ
دَاءُ الْهَوَى حُزْنٌ وَفَرْحٌ مَا لَنَا مِنْهُ وِقَاءْ
نَقْشَانِ فِي قَلْبِي هُمَا قَدْ أَضْحَيَا بَرْءٌ وَدَاءْ
زَادُ الْهَوَى وقَصِيدَتِي الْخَضْرَاءُ تَزْهُو بالْعَطَاءْ
فالحُزْنُ حُزْنٌ والغِنَاءُ مَضَي كَمَا يَحْلُو الغِنَاءْ
وحِكَايَةٌ مِن دُونِ فَرْحٍ صَابَهَا شَرَكُ الفَنَاءْ
وحِكَايَةٌ مِنْ دُونِ حُزْنٍ أوْ أَسَى تَمْضِي هَبَاءْ
فَالحُزنُ إكْسِيرُ الْهَوَى هُوَ لِلْهَوى رَيٌّ ومَاءْ
كَيْفَ اكْتَسَتْ تِلْكَ الْحَيَاةُ بِوَهْجِهَا خَبْوَ الرِدَاءْ؟
كَيْفَ امْتَطَى صَوْتُ العَويلِ البَائِسِ لَحْنَ الْبَرَاءْ؟
وَعَوَى كَشَيْطَانٍ مَرِيدٍ بَيْنَ أَصْدَاءِ الفَضَاءْ
وَغَدَا النَّعِيُّ مُبَشَّرًا يَزْهُو بِأَسْلابِ البَلاءْ
وَالشَّوْقُ يَبْدو بَائِسًا يَمْضِي إِلَى دَرْبِ الشَّقَاءْ
قَدْ خَطّ خَطَّيْنِ عَلَى خَدَّيْكِ مِنْ طَلَلِ العَنَاءْ
هَذِي عَلامَاتُ السُّهَادِ وتِلْكَ مِنْ وَسْمِ البُكَاءْ
مَالِي أَرَاكِ تُراودِينَ اليَأْسَ عَنْ أَمِلِ الرّجَاءْ؟!
شَبَحُ الدُّجَى وَالنُّورُ هَلْ كَانَا عَلَى حَدٍّ سَوَاءْ؟
هَلْ يَسْتَوِي الْمِلْحُ الأُجَاجُ بِكَوْثَرٍ عَذْبٍ رَوَاءْ؟
إنِّي رَأْيْتُ العَتْبَ فِي شَأْنِ الْهَوَى جِسْرَ الرِّضَاءْ
شَطّ النَّوَى فِي دَرْبِنَا مَا بَيْنَ ضَعْفٍ وَ مُضَاءْ
فلْتَنْفُضِي جُرَثُومَةَ اليَأْسِ الْحَزِينِ بِلَا إِنْكِفَاءٌ
وَلْتُطْلِقِي قَيْدَ الهَوَى للنُّورِ فِي رَحْبِ الفَضَاءْ
يُحْيِي حِكَايَاتٍ تَغَشَّاهَا اكْتِئَابُ الْاِنْطِوَاءْ
يَا مُهْجَتِي إنَّ النَّوَى تَعِبٌ فَمَا أَحْلَى اللقَاءْ!
لَا تَحْفَلِي بِمَلَامَةٍ مِنْ هَؤُلَاءِ وَ هَؤُلَاءْ
دُاءُ الْهَوَى أَخْفَيْتُهُ فَأَطَلَّ مِنْ هَذَا الْخَفَاءْ
فَالحُبُّ عُصْفُورٌ صَدُوحٌ يَرْتَوِي مِنْ كُلِّ رَاءْ
يَا مُنْيَتِي إِنَّ الْهَوَى لَا يُرْتَجَى مِنْهُ شِفَاءْ
وَلَّيْتُ وَجْهِي شَطْرَ حُبِّكِ طَائِعًا فَالحُبُّ شَاءْ
إِنَّا أسَارَى فِي الهَوَى وَالْحُبُّ ظِلُّ لِلسَّمَاءْ

أسامة محمد سليم عطية

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى