الاثنين ١٥ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

هِجْرةٌ و عِبْرة

أحمد بشير كوي

وَ ذَرِّ غُبَارٍ بِأرْضِ مِنَى
يقولُ بِأَنَّكَ أنْتَ المُنَى
تبَدَّدَ غيْمٌ لِظُلمٍ وَ حُزْنٌ
و أضحَى غِياثاً بِوحْيٍ دنَا
عشقتُكَ حينَ ابتدأتَ الرَّحيلَ
لِذاكَ وَ حِينَ لقِيْتَ العَنَا
أَحِنُّ لِصوتِكَ فِي يثْربٍ
فَيُوقِظُ فِيَّ طَروبَ الغِنَا
و لِي ذِكرياتٌ إذَا فتَّقْتُها
طيوفُ المَساءِ و وَهْجُ السَّنَا
و كَمْ كانَ قلبِي فِداكَ و أنْتَ
أَحَبُّ إليَّ منَ السَّوْسَنَا
يقولونَ هاجِرْ لِتَنْأَى بِدِينٍ
فَشَمِّرْ زَنْدَاً وَ كُنْ ليِّنَا
و إِنَّ الحياةَ بِها ما يُحَبُّ
و ليسَ خُلُودٌ بِدُنيَا الفَنَا
فلا هي تدنُو و لا طيفُها
و لا شيءَ يبقَى هُنَا مُمْكِنا
تحَطَّمَ فِينا بَرِيقُ البَقَاءِ
فما مِنْ رجيمٍ بِها آمَنَا
قطَعْنا الفَلاةَ بِزَادٍ قليلٍ
و أمسَى الخفَاءُ لَنا مُعْلَنَا
تمُرُّ البِشاراتُ خلْفَ التِّلالِ
رُويداً رُويداً مَعَ المُنْحَنَى
وَ حينَ تَسَلَّلَ نُورٌ لِوجْهٍ
شيئاً فَشَيْئَاً لطيفِ الجَنَا
سمِعْتُ بِمدحِكَ شِعْراً جمِيلاً
يُردِّدُ يا خيرَ مَنْ زارَنا
و لو كُنتَ بدراً بدا مُشرِقا
رفيفُ الحياةِ لهُم قدْ حَنَا
و إنَّ الجمالَ لِغيرِكَ سَقْطٌ
و إنَّكَ للنَّفسِ طعْمُ الهَنَا
لَدِينُكَ فِينا أنارَ البِلادَ
و ألْهَمَ عقْلاً بِمَا قدْ عَنَا
و إِنَّ الحياةَ بِلا مُسلِمِيها
تمُرُّ علينَا كَمَرِّ الونَى
طويلٌ هُوَ الدَّرسُ في هِجرةٍ
رهيفٌ كَضَربٍ منَ المِيجَنا

أحمد بشير كوي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى