الأربعاء ١٤ نيسان (أبريل) ٢٠١٠
بقلم حسن محمد صهيوني

وتحنّ الكلمات إلى وطني

وأحـاورُ الأشـواقَ مُتلفتِي هوىً
متخـامراً بشغـافِ مَـن أهـواه
فكأنهـا الفردوسُ مِـلءَ فُـراتها
حلـوٌ.. شهيٌّ.. صَفْصَفٌ سقيـاه
وكـأنهـا بـدرٌ بليلتـه سَـرَتْ
أفـلاكه مـن حـوله تـرعـاه
فتَطِيـبُ للخِـلِّ الأنيـس، وإنه
طِـيبٌ لهـا وتـرابهـا ربّـاه
وتجيشُ في ذكـراه صيباً هامياً
من أدمـعٍ، لمّـا تـزل تغشـاه
سوريّا يا أرض الجنائن ما حوت
بريـاضها كالسحر، مَن سوّاه؟!
وفمِ النسيـمِ العـذبِ في تَعلاله
عند الشروق وفي المساء حـواه
وشقائقِ النعمان تربُض مَبْسمـاً
يختـال من حولي، فما أشهاه!!
وضفـائرِ الليل المعتَّـقِ بـدرُه
بنجـومه حينَ المسـاء غشَـاه
كالمـاسِ منثـوراً على صوّانة
من عنبرٍ، مَـن يا ترى أسجاه؟
والبحرُ أرقبـه بقُبلـةِ شمسـه
تدنـو إليـه إذا الصبـاح أتـاه
والأحمـر القاني بخدِّ زهورهـا
فيهـا الحياء، ألسـتَ يا اللـهُ؟؟
أولست من جعل الجمال خمـائلاً
في خلقـه، سبحان من سـوّاه!!
فاعلمْ بقلبـي ذا الثنـاءَ وشكرَه
لك ما حييتُ، وكيف لي أنسـاه؟
ياأرض وارفة الشغاف وليس لي
إلا كمثـلِ مجـالـدٍ لصَبــاه
ويـزفُّه فـوق اللظـيِّ فـؤادُه
متعطشـاً لعـروسـه تلقــاه
وعروسُـه لبيـكِ أنت، ودونـه
أشـواقـه ..... وشغـافه أذواه
هذا الحضور دعاك كيما ترقصي
قـومي إذن، ولتُكـرمي مسعـاه
وتقـاربي صـوبي فلستُ بمدركٍ
ما جِيـشَ في قلبـي وما أعمـاه
إنْ كنـتِ نـاطقـة ألا فتكلمـي
أقتلتِـه؟! أم ذا الهـوى أفنـاه؟!
أَنَطَفْتِـه شَـدَقـاً يَنُوسُ أضالعـاً
أم ما اسمه؟ ماذا الهوى أسمـاه؟!
خليّـكِ متلفتِـي فـإني راضـي
بكِ متلفـاً فيمـا هـواك جنـاه
يا أرض طُهر الأنبياء ألا اسمعي
من خـافقي مـا بالحشا أعيـاه
اشتقتُ في المنفى إليكِ، ألست لي
مشتـاقـةً لخليـلهـا تلقـاه؟!!
هـذا هو المنفـى يفـرّقنا معـاً
عن بعضنـا ويذيقنـا بـأسـاه
أيطيب لي عيـش وأنت قصيَّـة
عنـي مـدىً عن أفقـه أُقصاه؟
وأروم في الدنيا العبوس مجرجراً
ثوب الأسى في خـاطري أنعـاه
يـاللديارِ بغـربـة تجتـاحنـي
ذاك إمـرءاً وتهـدُّ كـل قِـواه
فتقلّبـتْ أزمـانُـه في حـالهـا
عن سَـوءة تفتـرُّ فـي منفـاه
ما كـان لي حلُمٌ سـواكِ حبيبتي
أو طـاب لي مالُ الدنـا أو جاه
إن كنت سامعةَ الأنين ألا اسمعي
صوتَ الدعـاء أتى إليك صداه
والله يسمـعُ دعوتي، أنعمْ به!!
والطيـرُ مرجعـه إلى سكنـاه

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى