الخميس ١٤ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم عبد الكريم أحمد أبو الشيح

وحدي والكلّ نِيام

وتناديني حينَ يجنَّ الليل’
حبيبي
قطَّرتُ لكَ الشوقَ خموراً
عتَّقتُ لكَ الخمرَ بصدري
كيما تسقيكَ إذا ما عدتَ شراييني
قلتُ سيفرحُ بالمكتوب ....كتبت
حبيبي
أنعُمُ بالخير ولا ينقصُني إلاّكَ،كتبتُ
كتبتُ كتبتُ
وأرَّختُ لردِّكَ بالدَّمع ... فجفَّ
وبالشيب فشابتْ أهدابُ العين
وشابتْ ...حتى أشجارُ حديقتنا
والغيماتِ اللائي كنتَ زرعتَ تيبسنَ
تشققنَ...
فما عدتُ أأرِّخُ للمكتوب لأني قدأُنسيتُ
تواريخي
أمَّا أنتَ... فما زلتَ حبيبي
فانْعِمْ بالردِّ عليَّ
أو ردَّ على بعض مكاتيبي
يُدهشُني إذ يرقى الصَّوتُ جدارَ العتمةِ كي
يَهميَ ضوءًا في أُذنيَّ وبوحاً يستدرجُ عينيَّ
إليَّ لأنتثر قُدَّام الهاتف بالليل تراتيلي
ـ مَنْ ذي؟
مِنْ أين أتيتِ ؟!، وكيفَ دخلتِ مَحاريبي؟!
أكداس العتمة بالبابِ
وحرَّاسٌ من كلِّ الألوانِ، وكلِّ الأصنافِ، وأنتِ...
ـ حبيبي
ـ أرجوكِ أجيبي
ـ حبيبي
أرجو...هل قلتُ بأنكِ تزدادينَ جمالا
تزدادينَ حياةً إذْ
أين ذهبتِ
أتلفَّتُ حَوْلي
تتقرَََََّى عينايَ العتمةََ
ليسَ سِوى جنيَّات يرقصْنَ على أطراف قناديلي
يَتكللنَ بعطر مساءات الشوق المشبوق، وينثرنَ الشِّعر على عتْباتِ مرايايَ،
أهمُّ بأن ألمسَ قافية مثــل رنين ِ الجنسِ المخبوءِ بصندوق الجسدِ الملغومِ ِ
بديك الجنِّ ووضَّاحٍ بأبي ذرٍّوهوَ يُشكِّكُ بالجُّوع. .
أهمُّ بأنْ
وأكادُ أغلِّظ بالأيْمانِ بأني أسمعُها مِن جوف الليل
تُناديني وتقولُ:
حبيبي
هيأت لكَ الملقى
وكتبتُ الشوقَ على أطراف مَناديلي
أنفض رأسي المثقولَ بأحلامٍ .....أوهام
وألوذ بآخر ما في آخر كأسٍ من خمرِ يقيني
لا ظبيةَ تشبه ليلى في الكون
ولا فوزَ بنجدٍ تشتاقُ الموتَ على اطراف شراييني
لا شيءَ
لا شيءَ سوايَ وما خربشتُ على الجدرانِ
فكَّا يقضمُ فخْذَ وليدٍ
عيناً وضفائرَ فوق زجاجات نبيذٍ ووجوهَ نساءٍ كالصوانْ
أرقاماً ...أنصافَ عناوينَ بلا أسماء
رجلا يتزنَّر بالجوع
ويخرج للشارع يبحث عن موت أجدرَ بالإنسانْ
أبعِدُ هذي الرأسَ المشؤومة عني كي أرتاح قليلا
أشعر وهي معي أنِّي مقتولٌ في ساعات الحلمِ
ومقتولٌ في ساعات يقيني ..
تحملُ رأسي إحدى الجنيات ,وتهمس في الأذنِ
حــــبـيـبـي
هيأت لك الملقى
فتعالَ وخذْ نبضَ العينين لتبصرَ
أوْ مُتْ إن شئتَ على صدري
كمْ يحلو الموتُ على
أنفضُ رأسي .. أنهض
أفتح باب الغرفةِ.
أضواء الشارع مطفأة
والــكــلُّ نيــــــــامْ.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى