الأحد ٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٤
بقلم كوكب دياب

ولبنان أيضًا...!

.
ولـبـنـان الـــذي أهــوى مُـصـابُ
ولــــم تـنـفـعْـهُ أدْويـــةٌ وَصـــابُ

فـمِـن أثــرِ الـجـراحِ يـفـيضُ نـزْفًا
ومـــنْ دمـــهِ لــذُؤْبـانٍ شــرابُ!

وتــاهـت عـــنْ تــداويـه أســـاةٌ
وعـاثـتْ فـي الـشرايينِ الـحِرابُ

فَـلـم يُـحْـيِ الـشـتاءَ بــهِ ربـيـعٌ
ولــــــم يُــدْفِــئْــهُ تـــمّـــوزٌ وآبُ

وإذْ كـــلّ الـتـمـنّي بــاتَ وَهْـمًـا
وإذْ كــــلّ الـفـصـولِ بـــهِ يَــبـابُ

وغــابـت عــن شـريـعتِهِ حَـمـامٌ
وحـــلّ مـحـلَّـها وحْـــشٌ وغــابُ

فــلا طــهَ مــعَ الأخــلاق يُـرجَى
ولا عـيـسى إلــى حُــبٍّ يُـجـابُ

وأمـسى الـعلمُ والأخـلاقُ عـيبًا
وأضـحـى الـديـنُ إرهـابًـا يُـهـابُ

وأهـــلُ الأمـــرِ قــد بـاتـوا نـيـامًا
فـأصـبحَ فــي حَـمـامِهم الـغرابُ

وجُــلُّ الـشـعبِ يـحـكمُه طَـغـامٌ
كــمـا الأغـنـامِ تـرعـاها الـذئـابُ

مـــعَ الأعـــداءِ حُــمـلانٌ لِـطَـافٌ
وفـــي إخـوانـهمْ أسْــدٌ غِـضـابُ

وَكــم وجـهٍ مـن الإيـمانِ فـيهمْ!
وويــلَـهـمُ إذا كُــشِـفَ الـنِّـقـابُ!

فـلا "إقـرَأْ" ولا "أحـبِبْ"، ولا في
حـسـابِـهمُو لإنــسـانٍ حِـسـابُ

وإن يُـفـتَـحْ لــصَـرْحِ الـعـلمِ بــابٌ
تُــغَـلَّـقْ فــيــه نــافــذةٌ وبــــابُ

كـــأنَّ مــنَ الـشـريعة جـهْـلَناْ أو
كــأنْ لــم يـأتِ بـالهَدْيِ الـكتابُ!

يــقـتّـلُ بـعـضُـنا بـعـضًـا لــحَـرْفٍ
وكــــلٌّ يــدّعـي: أنّـــا الــصـوابُ

ومَــنْ يُـخْـطِئْهُ قَـنْـصٌ أو حـريـقٌ
يــمُـتْ غـرَقًـا، وَيـطـويهِ الـعُـبابُ

وَإن يــومًـا تــجـدْ لـــلأرْزِ شـعـبًا
فــذاك بـعـينِه الـعَـجَبُ الـعُـجابُ

ولـــن يـبـقـى مــع الـتـهجيرِ أرزٌ
ولا وطـــــنٌ يُـــــراودُهُ اغْــتــرابُ

وإذْمـا الـطفلُ فـي الأكفان يأتي
فـسِـيّـانِ الـمـجـيءُ أو الـذهـابُ

فـــلا مـيـتًـا لـــه فــيـهِ حــضـورٌ
ولا حــيًّـا بـــهِ اكـتَـمـلَ الـنـصابُ

أتَـسألُ عـن هُمومِ الأرز؟! عَفوًا،
أمـا بالصَّمتِ قدْ فُصلَ الخطابُ؟!

فَــذا وطـني شـموخٌ رغـمَ حـزْنٍ
وعــــزٌّ مـــا بـرفْـعَـتِهِ الـشـهـابُ

ولــــي فــيــه أشــقّــاءٌ وأهـــلٌ
وأرزٌ لا يـــطــاولــهُ الــسّــحــابُ

وكـم كـانت لـه فـي الأرض أَيْـدٍ!
وكــم دهــرٍ لــه خـضعتْ رقـابُ!

وهــا قــدْ حـلّ فـي الأرواح بُـعْدٌ
ولـن يُـجْديْ مـنَ القوسينِ قابُ!

ومَــن يــدري؟ لـعـلّ اللهَ يـقضي
لــنـا أمـــرًا بـــه يـحـلـو الـمـآبُ!

فــلا تـعْجَلْ عـلى الـمولى بـأمرٍ
فــكـلّ دقـيـقـةٍ وَلَــهـا حِــسـابُ

فــلا قـتـلٌ يـفـيدكَ فــي سِـباقٍ
إلــى قـتـلٍ ولا يُـجْـدي الـخـرابُ

ومَــنْ يَـسـلُكْ مـسـالكَ عـائبِيهِ
فـسـوفَ يـكـونُ أوّلَ مَــنْ يُـعـابُ

وتسألُ منْ؟ وما؟ ولمن؟ وماذا؟!
وأكــثـرُ صـمْـتِـنا فــيـه الــجـوابُ

هـي الأيّامُ نمضي حيثُ تَمضي
وإذْ كــــــلٌّ نــهــايـتُـهُ الـــتّــرابُ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى