الاثنين ٢٩ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٠
بقلم ياسمين محمد عزيز مغيب

وهْـــمُ الحُــبُّ

نعم قالها لي، قالها وزقزقتْ عصافيرُ قلبي، وتراقصتْ كرات الدم الحمراء بشراييني، حوّمتُ بالمدى البعيد، طوّقتُ الدنيا براحتيّ، قالها ولم تصدق أذناي صدى كلماته التي دوّت بأركان فؤادي، شعرت برعشة تهز كل جسدي، كالمخدرة أصبحتُ، بين يديه شعرت لأول مرة أنني أنثى.

هذا هو الحب الذي غير مجريات حياتي حولها من النقيض للنقيض، وددتُ ألا أفارقه خوفا من أن يغيره الزمان، أو ينسيه تلك القطرات التي أينعت بها زهراتي، ماذا أفعل هل سيكون لي؟ هل سيصبح من ممتلكاتي الخاصة؟؟؟ ليت الأمر كان بيدي لأخفيه عن كل الأعين واستحوذ عليه لنفسي أنا فقط، لتكون أنا من ترى مشيته، وتمعن النظر بعيونه، وترتمي بأحضانه، وتلف يدها حول خصره، ويمطرها بكلمات التشبيب والغزل.

ظللت أنتشي السعادة من رحيقه، وأنا بجانبه بحديقة مليئة بالأزاهير الملونة التي كنت أقول لها أنا أجمل منك، هكذا صورني حبيبي وأنا أصدقه بكل شيء، حتى لو خبرني أنك لست أزهارا، وأن لك مسمى آخر فأنا معه بكل ما يتفوه، فيداه كانت تطوقني فتكسر أضلعي، وأنا بعالم آخر من الحب الذي لم أدركه من قبل، تمنيت لو طال بي الزمان لأحيا معه، أو يقصر فأموت بين يديه.

فجأة سقطت من على السرير، وأدركت الكارثة، يا لمصيبتي لقد كنت بحلم طويل، نهضتُ لأبحث عنه بكل مكان تحت السرير وخلف الستائر، ووراء الأبواب الموصدة، نعم أيقنت أنه كان مجرد حلم، ولكن كيف هذا الإحساس الذي لازالت أشعر به، فلمسة يديه، وضمة ذراعيه حول خصري، حتى جلوسنا وعيونه كل هذا لم أفقده.

أخيراً أدركت أن ذلك خيال أنا وحدي من عشته، أما هو فلا وجود له إلا بذلك الخيال، حاولت أن أنام لعلني أراه ثانيا، لكن حتى النوم خذلني كما خذلني هو، وأضحى النوم خيال، والحلم بات صعب المنال، حزنت على لحظات السعادة التي عشتها بالوهم، وأقسمتُ ألا تغفو عيناي إلا بعد تعبا شديدا حتى لا أراه ثانية، لأنه تركني بعد أن لمست الحب الحقيقي من شفتيه عذرا حبيبي فأنت مجرد خيال لا يمكنني الوصول إليه.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى