السبت ٧ آب (أغسطس) ٢٠١٠
بقلم
ويأتي بعد الليل نهار
لم يَدخلْ مدرسةً .. يوماًلم يعرفْ عنوانَ الكُتّابلم يقرأ أبداً .. أيّ كتابلم يرسمْ .. لم يحفظْ شعراًلم يرطنْ بلسانِ الأغرابلم يذهبْ عندَ طبيبٍ ..كانَ أبي .. يَتداوى بالأعشابلم يحقدْ .. كانَ يحبُّ الناسَ ..وكلُّ الناسِ .. لهُ أحبابيصلُ الأرحامَ ..وكانَ وفياً .. للأصحابلم يجرِ وراءَ متاعِ الدّنيا ..لم يحسبْ .. للمالِ حسابفاللهُ العَاطي .. والوهّابلم تخدعْهُ الدنيا يوماً ..لا الجاهُ .. ولا سِحرُ الألقابإنساناً كان ..تستوطنُ كلُ تضاريسِ ..الكرمِ الواعدِ .. منهُ الوجدانيحتلُّ حناياهُ التاريخُ الغافي ..في حضنِ الأزمانإنساناً كانفي عينيهِ .. دفءٌ وحنانفي لقياهُ .. أمنٌ وأمانإنساناً كانَ ..أحبَّ اللهَ .. أحبََّ الناسَ ..اختارَ الحبَّ ..طريقاً توصلُ للإيمان ..لم يحلمْ يوماً بالسلطانإنساناً كان .. إنساناً عاشَ ..يُسبِّحُ للهِ الرحمن ..وقضى إنسانأيامُ أبي .. أحلامُ أبي ..ما زالتْ تصحو كلَّ صباحتتسللُ عبرَ شرايينِ اليومِ الآتيلا تهدأُ حيناً .. لا ترتاح ..تنسابُ على أجنحةِ الضوءِ ..تحطُ على رحمِ الوجدان ..ما زالتْ تتحدّى النِسيانوأبي من خلفِ ضبابِ الصمتِ ..يحدّقُ بي .. في كلِّ مكانويصرُّ أبي .. فأبي إنسانيؤمنُ باللهِ .. وبالقرآنوبأنَّ الأرضَ .. من الإيمانويظلُّ .. يظلُّ .. يُناجينييتسللُ عبرَ شرايينيعشقاً .. لا يعبأُ بالأحزان ..صوتاً .. في الصمتِ ينادينيفي هذا الكرمِ .. رأيتَ النورَدرجتَ .. كبرتَ .. معَ الأزمان ..قل للأجيالِ ..أنا أعشقُ ميلادَ الأطفالفازرعْ كرمي قمحاً ..زهراً .. حباً .. أطفال ..أنا اعشقُ ميلادَ الأطفالوأبي لم يتركْ ميراثا ..لم يتركْ إلا محراثايتحدى الصخرْيروي للجيلِ حكايةَ فخرويعانقُ أحلامَ الأطفاللكنّ الليلَ ثقيلُ الخطوةِ ..مغرورُ العتمةِ .. مُختال ..ويصرُّ .. يصرُّ الأطفالأن يأتي الفجرُ .. وتأتي الشمسُويأتي بعدَ الليلِ نهارأن يأتي الوعدُ .. ربيعاً ..قمحاً .. موّالاً .. باقةَ أزهارأن ترجِعَ للعشِ الأطيار