الاثنين ١٢ نيسان (أبريل) ٢٠١٠
بقلم حسن محمد صهيوني

يا عنترة !! ما صَنَعنا بعدك؟! ....

يا عنترةْ، أنبيك عن شعبي وما
فعلوه بعدك فِعل طاغ مجرم
 
قد غادر الشعراء لا تحفل بهم
واحفل بعبلة أو سُليمى واهيَم
 
أين الديار بقربتين، أخــالها
مُدَعاً، تجيش بدمعها أو بالدم
 
فخَلت من الخلان حين أعدهم
لا بل خلت من كل حر مُقدِم
 
حَرَّى بأنفاس الذليـل يشوبها
ريح اللطيم على نُهاد الميتـم
 
فانظر لها، لا فض فوك، فإنها
ثكلى على حَرَب يَسحُّ بضيغم
 
مُنِيَت بنائبة النوائب دونهــا
ليل بأصفـاد الظلام بمعصمي
 
حتى ذكرتك (والرماح نواهل)
ذكر المُعَطَّش للأبيّ الملهــم
 
ليست رماحَ الحرب، كلا إنها
من كل عِلج فاجـر متظلِّــم
 
فاعذر كلامي إن أطلت، فإنني
من لي سواك، بحق أم الهيثـم
 
يا عنترٌ مالي وما بال الورى
إن أنت غبت فمن سَيُسمِعُه فمي؟
 
حتى الرجولة أصبحت أكذوبة
يألو بها مشّـاء خِـبٍّ مُزعـم
 
يا ويحنا، وتعطشت فينا المُنى
مـن كل فـذّ فارس، أو أدهـم
 
هي أمتي، وخناجر في ظهرها
ثكلـى الجروح بكل قرح مثخـم
 
هذا يخامر بالكؤوس جهـالة
حـيناً، وذلك بالدراهـم ملجَـم
 
هذا يـؤم إلى البَغاء جبينه
شـغفاً، وذلك بالنعـائم متخـمِ
 
يا عنترٌ إن أنت تدري حالنا
كيف السبيل من المُصاب المبرَم
 
إنا وأهوال البراثن فوقنــا
صنوان ممشوجان مثل التـوأم
 
هذا الجُذام مُصابنا من صنعنا
بئسـت أيادينا بصنـعٍ أسحـم
 
مائةٌ سنينَ تمجنا في كيرها
مجَّ اللظيّ على الشرار المضرم
 
ونعيث إفساداً، فإن حَرامنا
مثـل الحلال، وغرمنا كالمغنـم
 
ونطيل أعناق النداء مَطالباً
فيـها القـرار منمّقـاً بتبســمِ
 
نبدي به الشكر الجزيل بداية
وختامـه يُزجـى بشكر مفعَــم
 
حتى شبعنا بامتلاء شفاهنـا
زجـلاً يزاحمـه نحيب التمتــم
 
ورؤىً تقاذفها أنين مطبق
بالقابعيـن علـى حـراب المأتـم
 
جودوا فجادوا بالخطاب يسفهم
عسف على لغة الخطاب المبهَــم
 
وسؤالُ سائلة يطول صهيله
سُؤل الصباح إلى الضياء المنعِــم
 
لو أنهم جادوا بما جادت به
مـاء السمـاء بفيض غيث مكـرِم
 
أو أسرجوا خيلاً ليوم وقيعة
أزرى بهـم من سـوء كل تذمـم
 
أيْ عنترٌ، (يدعون عنترَ) قلتَها
ونعـيدها في (عبــرة وتحمحـم)
 
شكوانا من نزق البلاء يعوزها
شــغف إلى لغة العناتر، فاعلــم

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى