الأربعاء ٨ شباط (فبراير) ٢٠١٢
بقلم أحمد فراج العجمي‎

يا مصر أين الخطى

هُنَّا على المُرْتقى فما نصـلُ وأسرفتْ في دمائنـا الغِيَـلُ
جروحنا يـا زمـانُ مُثْغَبَـةٌ تنوّعت في اشتهائها الحِيَـلُ
في لمحةٍ من طموحِ صَحْوتِنا كِدْنا نظنُّ القـروحَ تندمـلُ
والشرُّ قِدمًا أباحَ في غَلَـسٍ أرواحَنا يُفْتَـدى بهـا هُبَـلُ
واليومَ أبنـاؤُهُ علـى مَهَـلٍ يُفنوننا، مَا لنا بِهـمْ عَجَـلُ
وأفقنـا صائـلٌ يحرِّكُـنـا كأنّنا قد هوى بنـا العَطَـلُ
لولا الذينَ ارتضَوْا مَسَاءَتَنَـا لمَا شكا من فراقِنـا الجَبَـلُ
يا أمَّةً قد غَدَتْ تـرى أُمَمًـا في ذروةِ المجدِ وهْيَ ترتحِلُ
عجِبتُ من سائرٍ على مَهَـلٍ والعمرُ يجري وما بهِ كلـلُ
أينَ المعالي التي نروِّضُهـا؟ مُذْ مطلعِ الفجرِ أيُّها الأمـلُ
والآنَ قد حُطّمَتْ مطامِحُنـا وباتَ يسعى بأفقِنـا المَحَـلُ
فُتْنَا البحارَ التـي نُفَجِّرُهـا عطشى لأجلِ الكؤؤسِ نقتَتِلُ
يا مصرُ أين الخُطى وقائدُها لا زالِ في سكرةٍ بـه خَطَـلُ
يا ليتَ أنَّ الضيـاءَ يُسْعِفُنـا بآيةٍ يرتـوي بهـا البطـلُ
نُمسي على حُلْمِنـا نهدهـدُهُ كأنَّ فينا من الـرؤى ثَمَـلُ
والنيلُ يلهو الهوى بصفحتِهِ يا طِيْبَ موجٍ كأنَّـهُ الزّجَـلُ
علَّمْتَنا يـا هـوىً نغازلُـه أنْ يعشَقَ النورَ شِعرُنا الهطِلُ
فبُحتُ مِمّا يجيشُ في فِكَري بدُرَّةٍ فالْتهـى بهـا الغـزَلُ
لكنّني قد صُدِمْتُ مـن فَـزَعٍ لمّا تداعتْ إلى دمي الـدولُ
كأنني النورُ سوفَ يفضحُهمْ ويعرفُ الشعبُ كيفَ يعتـدلُ
فأسرعوا في مدى بصيرتِهِمْ يُغشونَها الزورَ والخنا جَـذِلُ
وجنّدوا حاملـي عروشِهِـمُ لكنَّهمْ عن مناكبي ارْتحلـوا
وأصبحوا في نعوشهمْ عِبَـراً زوالُهم عـن ديارنـا مَثَـلُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى