الأربعاء ٨ شباط (فبراير) ٢٠١٢
بقلم
يا مصر أين الخطى
هُنَّا على المُرْتقى فما نصـلُ | وأسرفتْ في دمائنـا الغِيَـلُ |
جروحنا يـا زمـانُ مُثْغَبَـةٌ | تنوّعت في اشتهائها الحِيَـلُ |
في لمحةٍ من طموحِ صَحْوتِنا | كِدْنا نظنُّ القـروحَ تندمـلُ |
والشرُّ قِدمًا أباحَ في غَلَـسٍ | أرواحَنا يُفْتَـدى بهـا هُبَـلُ |
واليومَ أبنـاؤُهُ علـى مَهَـلٍ | يُفنوننا، مَا لنا بِهـمْ عَجَـلُ |
وأفقنـا صائـلٌ يحرِّكُـنـا | كأنّنا قد هوى بنـا العَطَـلُ |
لولا الذينَ ارتضَوْا مَسَاءَتَنَـا | لمَا شكا من فراقِنـا الجَبَـلُ |
يا أمَّةً قد غَدَتْ تـرى أُمَمًـا | في ذروةِ المجدِ وهْيَ ترتحِلُ |
عجِبتُ من سائرٍ على مَهَـلٍ | والعمرُ يجري وما بهِ كلـلُ |
أينَ المعالي التي نروِّضُهـا؟ | مُذْ مطلعِ الفجرِ أيُّها الأمـلُ |
والآنَ قد حُطّمَتْ مطامِحُنـا | وباتَ يسعى بأفقِنـا المَحَـلُ |
فُتْنَا البحارَ التـي نُفَجِّرُهـا | عطشى لأجلِ الكؤؤسِ نقتَتِلُ |
يا مصرُ أين الخُطى وقائدُها | لا زالِ في سكرةٍ بـه خَطَـلُ |
يا ليتَ أنَّ الضيـاءَ يُسْعِفُنـا | بآيةٍ يرتـوي بهـا البطـلُ |
نُمسي على حُلْمِنـا نهدهـدُهُ | كأنَّ فينا من الـرؤى ثَمَـلُ |
والنيلُ يلهو الهوى بصفحتِهِ | يا طِيْبَ موجٍ كأنَّـهُ الزّجَـلُ |
علَّمْتَنا يـا هـوىً نغازلُـه | أنْ يعشَقَ النورَ شِعرُنا الهطِلُ |
فبُحتُ مِمّا يجيشُ في فِكَري | بدُرَّةٍ فالْتهـى بهـا الغـزَلُ |
لكنّني قد صُدِمْتُ مـن فَـزَعٍ | لمّا تداعتْ إلى دمي الـدولُ |
كأنني النورُ سوفَ يفضحُهمْ | ويعرفُ الشعبُ كيفَ يعتـدلُ |
فأسرعوا في مدى بصيرتِهِمْ | يُغشونَها الزورَ والخنا جَـذِلُ |
وجنّدوا حاملـي عروشِهِـمُ | لكنَّهمْ عن مناكبي ارْتحلـوا |
وأصبحوا في نعوشهمْ عِبَـراً | زوالُهم عـن ديارنـا مَثَـلُ |