الاثنين ٢٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١
بقلم محمود محمد أسد

يوميات مدينة مصلوبة

تستحمّينَ بالعطر والياسمينْ
آخرُ اللّيلِ ضاجعكِ الحزنُ
أنتِ جراحٌ ترشحُ من اثرِ الخمرةْ.
ترقصينَ على جرحِ المنهكينْ.
ورثوا من حديث السّلطانِِ ِ
إيمانَهمْ، خوفهمْ
بيد السّلطان تُقَدَّرُ أعمارُهمْ، أرزاقُهمْ،
لم يغبْ عن عينيها لحظةً
نيرون له في كلّ البيوت أثرْ...
ينْفثُ السُّمَّ من سنوات الجليدْ..
 
******
المدينةُ مصلوبةٌ من ثدْييْها
عقْلُها مصلوبٌ،
وتمضي بدون هدى.
تستحمّينَ بالدّم
أيّتُها المدنُ المسْتباحةُ،
تعبثُ فيكِ رياحُ الزّمانْ..
في كلِّ زقاقٍ نيرونُ
في كلِّ مقهى
على كلِّ كرسيٍّ، في الفراشْ..
روما لم تنمْ ليلةً
ظمأى مُتَعطِّشةً للسّلامْ..
سكنَ الخوفُ جوفَ الرّجالْ..
 
******
صدَأٌ في عيونكِ،
كلَّ عرائشكِ المُسْتكينةِ للنجوى ..
عَفِنٌ قلْبُكِ القاسي
كلُّ بيتٍ تحوّلَ سجنا ً
وفيه يُقيمُ الظّلامْ..
للأحزانِ طعمٌ لا يُسْتساغْ.
للأرضِ دروبٌ، رائحةُ الزّعفرانْ..
للأرض رياحٌ ستأتي
إعصاراًجارفاً، سيْلاً من دماءْ..

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى