الجمعة ٢٢ أيار (مايو) ٢٠٠٩
بقلم
الأرْبَــــــعــــــــون
كَانَ مِثْلِيتَعْرِفُ الأَرْصِفَةُ الْمُحْرِقَةُ العَطْشَى خُيُولَهْكَانَ مِثْلِي ضَائِعاً يَسْكُنُهُ رَهْجُ الشَّوَارِعْسَئِمَتْ كُلُّ الْمَقَاهِي جُثَّتَهْفَارْتَمَى فِي جَوْفِ نَارٍأَجَّجَتْهَا مَوْهِناً أَشْجَارُ ذَاتِهْ****كَانَ مِثْلِي ضَائِعاًلَكِنَّ رِيحاً صَرْصَراً عَاتِيَةً-ذَاتَ صَبَاحٍ- قلَعَتْ كُلَّ جُذُورِهْفَبَكَتْهُ الأَرْصِفَهْوَبَكَتْهُ نَدَماً تِلْكَ الْمَقَاهِي وَالشَّوَارِعْآهِ يَا كُلَّ الْمَقَاهِي وَالشَّوَارِعْاُحْضُنُونِيفَأَنَا كَالصَّاحِبِ الضَّائِعِ ضَائِعْقَدْ تَبَتَّلْتُ إِلَيْكُمْ زَمَناًلَكِنَّ هَذِي الْحَيْرةَ الْوَلْهَىسُدُولٌ مِنْ سُعَارِ الصَّيْهَدِ القَتَّالِ تَمْتَدُّ حَوْلِيفَمَنْ يَغْتَالُ وَعْثَ التَّيهِ فِي ذَاتِيوَمَنْ يُخْرِجُنِي مِنْ ظُلُمَاتِيآهِ مَنْ يُخْرِجُنِي اليَوْمَ إِلَىأَنْوَارِ هَذَا الْمَلَكُوتْ****مُنْهَكاً دَاهَمَنِي صُبْحٌبَعِيداً عَنْ سَمَاءِ الْحُبِّبَيْنَا جَسَدِي أَدْفَعُهُ بَيْنَ دُرُوبٍ وَدُرُوبٍنَشِبَتْ عَيْنَايَ مَا بَيْنَ وُجُوهٍ وَوُجُوهٍكَانَ وَجْهٌ وَسْطَهَاأَرْسَلَ نَحْوِي قَسَمَاتٍ حُلْوَةًهَزَّتْ تَضَارِيسَ كِيَانِيزَلْزَلَتْ كُلَّ خَلاَيَا جَسَدِييَا أَنْتَ...أَخْرِجْنِي مِنَ الْوَحْشَةِ وَالْخَوْفِوَقُلْ لِي كَيْفَ مِنْ غَيْرِ وَدَاعٍسُحِبَتْ رِجْلاَكَ مِنْ هَذِي الشَّوَارِعْ****ضَحِكَ الصَّاحِبُ مِنِّيأَخْبَرَتْهُ قَسَمَاتِيبِحِكَايَاتِ ضَيَاعِيثُمَّ أَعْطَانِيَ ظَرْفاً وَٱنْصَرَفْآهِ مَاذَا فِيكَ يَا ظَرْفُأَدُنْيَا(وَأَنَا خَطْوِي قَرِيبٌ مِنْ شِفَاهِ اللَّيْلِ)أَمْ لَغْمٌ(عَسَى يُحْرِقُ هَذَا اللَّغْمُ أَوْصَالَ ضَيَاعِي)****اَلصَّدى اللَّحْظَةَ يَمْتَدُّ ٱمْتِدَادَ الآهِفِي كُلِّ الشَّوَارِعْوَأَنَا فِي الدَّرْبِ هَذَا الوَعْبِ نَفْسِي ٱرْتَطَمَتْفِي جَسَدِ الرُّعْبِ ٱرْتِطَامَاأَفْتَحُ الظَّرْفَ فَلاَ دُنْيَا وَلاَ لَغْمٌوَلَكِنْ هُوَ شَيْءٌ كَالْخُزَامَىجَثَمَتْ فِي جَوْفِهِ هَذِي العِبَارَهْ:دَارَةُ الأَرْقَمِ تَدْعُوكَ ٱنْسَحِبْ مِنْ ذَاتِكَ الظَّمْأَىٱدْخُلِ الدَّارَةَ أَنْتَ الأَرْبَعُونْ