الأربعاء ١٨ شباط (فبراير) ٢٠٠٩
القُدْسُ مَرْمَى العَصَا
بقلم: ادوارد عويس
نادَيتُ قومي ولا نارٌ ولا حَطَبُ | |
أَيْنَ الـمَجَامِرُ والنّيِرَانُ يا عَرَبُ | |
أَيْنَ المُرُوءَاتُ إِنْ نادَتْ مُصَفَّدَةٌ | |
في الأَسْرِ مُعْتَصِماً هَاجَتْ لها القُضُبُ | |
هِيَ الـمَليحَةُ في أَحْلامِهَا قَمَرٌ | |
يَأْوِي إلى حِضْنِها المُضْنَى وَيَنْتَسِبُ | |
هِيَ الـجريحَةُ في أَشواقِها بَطلٌ | |
يُفَرِّجُ الكرْبَ عَنها جَيشُهُ اللَجِبُ | |
القُدسُ في حَبسِها المشؤُومِ نازفَةٌ | |
تَهفو للُقيا الذُّرى والدَّمعُ مُنسَكِبُ | |
مَرْمَى العَصا حَبْسُها والحَشْدُ مُلتَئِمٌ | |
في قَلبِ يَعْرُبَ والـتَّاريخُ مُرْتَقِبُ | |
كُلُّ العَرائِسِ من فاسٍ إلى عَدَنٍ | |
بَحرٌ تَلاطَمُ في أَحْشائِهِ الـنُّوَبُ | |
قَدْ بُحَّ صَوتُ الغَواني والهَوى عتبٌ | |
يا تُعْسَ أَهلِ الهوى إِنْ خُيِّبَ العتبُ | |
وفي الخَـليجِ مَتاهَاتٌ مُوسَّـعَةٌ | |
تَضِجُّ مِن هَولِها الـدُّنْيا وتَضْطَرِبُ | |
وَأَرزُ لبنانَ في أَبـهى مَفاتِـنهِ | |
أَزرَى بِهِ العَسْفُ والإِرهابُ والحَرَبُ | |
في كلِّ قُطرٍ منَ الأقطارِ كارِثةٌ | |
وَكُـلُّ قُـطرٍ لهُ في هَـمِّهِ سَبَبُ | |
ناديتُ قَومي ووجهُ الحسنِ مُمتقِعٌ | |
والشَّـرُّ مُنـعَقِدٌ والأرضُ تُنتَهبُ | |
ناديتُ قَومي وكمْ ناديتُ منْ وجعٍ | |
وكمْ أَعُـدُّ كـآبـاتي وأَحْتسِبُ | |
سبعٌ وستُّون أَو سبعُونَ لا عَددٌ | |
يُحْصِي الهَوانَ ولا عِلمٌ ولا أَدَبُ | |
عَرائِسُ العُرْبِ أَشلاءٌ مُبعـثرةٌ | |
في كُلِّ صَوبٍ لمنْ يَبـغي وَيَغتَصِبُ | |
إِنْ عَرْبدَ البَغيُ في الدُّنيا فلا عَجبٌ | |
لكنْ سُباتُ الهَوى فينا هوَ العَجبُ | |
يا أَيُّـها الحشدُ إِنِّي مُرهقُ ويَدي | |
في النَّارِ تُكوى وقلبي دأْبُهُ النَّصبُ | |
إِنِّـي أَقولُ وللـتَّاريخِ ذاكرةٌ | |
تُصغِي إِلـيَّ وقولي اليَومَ مُحتَسبُ | |
كلُّ الخِطاباتِ ما أَروتْ لناظَمأً | |
ولا شَفى مِن ضَنـىً نَفطٌ ولا ذهبُ | |
إِنَّـا نُـريدُ دواءً يُستَطَبُّ بهِ | |
قِوامُهُ الـعَزم والـنِّيرانُ والغَضَبُ |
بقلم: ادوارد عويس