الخميس ٢٨ نيسان (أبريل) ٢٠١١

مفارقات عالمية!

فوزي صادق

سيدي القارئ العربي، وأينما تجد كلماتي، لاتقل أني أهاجم القومنجية العربية أو ألوذ من، أو أعوذ بـ عاداتنا وتقاليدنا.. (لا)، لكن هي مفارقات عالمية لعادات الشعـوب.. قديمة وحديثة.. من هنا وهناك، ومن كل أتجاهات ومشارب أهل الأرض.. فلربما ذكرتنا بوقفة، أو أوقفتنا عند فكرة، أو رجحت بوصلة عقولنا نحو خالقنا وعظمته وجلال قدرته، إنه هو من خلق هذا الكون، وهو المدبر لشؤونه، فأتعض وتدبر أخي القارئ، ولا تيأس من المضي قدماً أمام تيار الحياة بالتغيـير والتعديل.

(السكر).. فلو تغيرت الموازنة الطبيعية والمعادلة الدورية لزراعة قصب السكر في دولة كـوبا، كتغير أعداد الغـربان الغائرة، أو عدد الفئران الموسمية، أو أعداد الثعابين الزائرة لمزارع قصب السكر، لتأثر المحصول برمته، ولتأثرت أطباق الحلويات في العالم، ولا ننسى أيضاً إن معظم شعـوب آسيا ( من عرق مغولي) لاتحبذ شرب المشروبات الساخنة كالشاي بنوعيه مع السكر، ولو فعلت هذا، لما وصلتنا بلورة واحدة!.. أما بالأمريكيتين، ودول أوروبا، وجنوب شرق آسيا، فإنهم لايشربون القهوة مع الحليب السائل، ولو أقدموا على هذا ليوم واحد فقط، لوصل سعر علبة الحليب الصغيرة لدى العرب إلي خمسة دولارات!

(المـلح).. فقد جعل الله ثـلثي مساحة الأرض بحراً مالحاً، وعجن صخور الجبال بالملح، وصهر معظم رمال الصحاري الصفراء والقاحلة في العالم بالملح.. كل هذا من أجل الحفاظ على بخاسة سعر الملح ليكون في متناول كل سكان الأرض، وإنه أفضل مطهر ومعقم للهواء، والطبيعة، وجوف الإنسان! بالإضافة إلي إستساغة الأكل برشة ملح، حتى مع الطيور وبعض النمل

(ياشباب العـرب) في اليابان ُتلقى المحاضرات الجامعية في بعض عربات القطارات السريعة، وهذا يعد إستغلالاًوإستثماراً ذهبياً للوقت المهدور سابقا، إذ تستغرق بعض الرحلات البعيدة من الجنوب حتى الشمال أكثر من مائة دقيقة، ولذا قررت بعض الجامعات أستأجار كابينات خاصة بطلبتها وتدريس المناهج الأكثر صعوبة منذ الصباح، كون العقـول تبدأ نهارها طازجة ونهمة! وفي منغوليا وبعض جبال الهند والصين، ينقل الشباب وعلى ظهورهم أكياس الفحم الثقيلة من قمم المناجم حتى أسفل الوادي، مقابل أربعة دولارات للكيس الواحد.

أما في فلوريدا عاصمة البرتقال في العالم، وفي السبعينات من القرن الماضي، أعترض مجموعة من العاطلين والمهاجرين غير الشرعيين، رجلاً مسناً كان يمارس رياضة المشئ ، فطلبوا منه إخراج النقود التي بالكيس المعلق خلف ظهره، ففاجأهم إن بداخله بعض قشور البرتقال، كان يجمعها من القمامة خلسة كي لايراه أحد، وكان يبيعها على سيدة تصنع بعض ادوات التجميل مقابل حفنة من الدولارات تسد رمقه.. بعد شهر من هذه الحادثة، قرر هؤلاء الشباب جمع قشور البرتقال من القمامة قبل حضور سيارة البلدية، والأن هي شركة مرموقة ومنافسة لتدوير القمامة بأمريكا، تحصل على قشور البرتقال من بين أكياس قمامة المطاعم الكبرى والصغرى، وتبيعه على شركات أدوية وتجميل ومعامل صابون بمئات الملايين من الدولارات.

(ياحواء العـرب).. في جنوب الهند تعيش قبيله تودامبرا، ومهمة العروس في حفل زواجها، ان تقدّم لزوجها اسمى أعمال الطاعة والولاء والوفاء عملياً!!.. فتزحف إليه على ركبتيها ويديها إلى ان تصل راكعة إليه، والناس ينظرون إليها، ثم يأتي العريس ليبارك عروسه وذلك بوضع قدمه على راسها!

(يا آدم العـرب).. في انغولا الشرقية، إذا ماتت الزوجة عند الولادة، فعلى الزوج ان يدفع تعويضا لاهلها..و ان لم يستطع،أصبح عبدا لأهلها، كتدليك أرجل عمه وغسل رأس حماته! أما في قرية مانو بأطراف نهر الأمازون، كل رجل ينام حتى تشرق الشمس، ولايخرج للعمل، وتشتكي زوجته لعمدة القرية، ُيضرب آخر النهار ضرباً مبرحاً بسياط مصنوعة من جلد التماسيح.

إنها بعض المفارقات العجيبة بين عادات شعوب هذا العالم، مع إن الغريب إن الكل يشترك في الإنسانية والتكوين الخلقي، والإنتماء لآدم، والكل مشارك في سكنى الأرض وتوزيع الهواء وأستقبال أشعة الشمس، لكن المفارقات تقع على الديكور غالباً، كنوع السكن ولون الثياب وحداثة الحياة.. لكن تبقى السعادة هي المقياس لنجاح الإنسان، وكيف يصنعها ويقدمها لنفسه ولمن حوله.. فربما فاز بها (اي السعادة) صائد سمك فقير من جزيرة جامايكاً، وربما خسرها بها مليونير لورد من كوستاريكا أو من الدول العربية، فترى يوماً المشاهد العربي يدفع الأموال، ويشرتك في البث الستلايتي، من أجل أن يتفرج على وقفة وإبتسامة لسعادة صائد السمك.. كيف يصطاد سمكة وكيف ينظفها ويشويها ويأكلها.. ونسيت أن أخبركم إن طلبة القطار اليابانيين، يعودون إلي منازلهم بعد مضي نصف اليوم في الخارج، فيتعشى مع أهله ساعة، ويشاهد التلفاز أو يقرأ لساعة أخرى وينام.

فوزي صادق

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى